الخميس، 13 أكتوبر 2022

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء....أناجيك ياحبيباً...بقلم الدكتور المتألق والمبدع السيد محمد الراوي

اناجيك ياحبيباً...
ياعشق روحي...
ياملكاً...
عَرْشُه سويداء قلبي
ياغيمة تدفقت وابلاً
نغم يبعثرُ نبضات قلبي
افيض بك ولا امتليء
استولدتْ حلمي
فرشت الكون الحاناً
انتفضتْ كل مشاعري
نسيتُ نفسي...
نسيتُ أني سجنتُ أنوثتي
في زنزانة لايُفتحُ بابها
اتجرع مرارتها كل ليلة
فتبكي السماء...
وفي لحظة...
 تفجرت أشواقي
 ‏تدفقت حمماً
 ‏تجرف أودية الحزن كالأعصار
 ‏نطق الفؤاد...
 ‏يهمس لك بالكلمات
 ‏إني أحبك...
 ‏ليت قلبك يدرك
 ‏انت كل التمني
 ‏

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء....أسارير كفي....بقلم الأستاذ المتألق والمبدع السيد غضبان الغالب

((( أسارير كفي )))
أحببتك
وبحبك
البعد كان هواجسي
وليلي وأوهامي تخالجني
أمضي بفوضي
لم أقرر بالهوى أمري
حاولت أفتش
أبحث أسأل
نظرت في وسط كفي
تبادر في مخيلتي
وفي ذهني أيحاء
يكلمني يناديني
أمير الحب
في كفك اسارير
خطوط فيها ايامك
سنين العمر أقدارك
دع الماضي للماضي
وأنهي فوضى أفكارك
ارى في كفك بانت
أسارير تتوجك
بعرش الحب
أمير للهوى سلطان
ما عاد البعد
يطرق على بابك
طريقك
كله مفتوح
مفتوح مفتوح
ويزهو بالزهو
مفروش ازهار واشجار تزينه
وتاج العرش
هو حبك
حبيبة قلبك
كالماسه جالسة
بين الورد والازهار
تواقه
طيور الحب تناغيك
وورد النرجس يرفل يناديك
غريد البلبل الصداح بتهوفن
يعزف لحن اغانيك
والعينين تلمع تترقب
وبلهفه تلتقيك
لتعيد الماضي والذكرى
والضحكه التي غابت
تراقص شفتيك
سامحيني وأسمحيلي
يا اميرة حبي
يا عمري ويا ليلي
ويا ماضي وحاضر دنيتي
ان أقبل كفك
وامسك يديك
ونسير في طريق
قد تعشق فيه كفي
بأسارير يديك
أزهو بالدنيا
وتزهو الدنيا فيك
                     غضبان الغالب

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء....عيناكِ...بقلم الأستاذ المتألق والمبدع الرسام والشاعر غزوان علي

(( عيناكِ))
عيناكِ يا عــــــــرشي ومملكتي
     يا لحــــــنَ حبٍّ ضجَّ في شفتي
سلطانةُ الحلــــــــــــواتِ يا ألقًا
      عيناكِ أشعــــــــــاري ومكتبتي
عيناكِ يا احـــــلى معلّمــــــــــةٍ
     تُعيدني طفـــــــــلاً بمـــدرستي
عيناكِ يا ازهى العيونِ سـَــــناً
      وطنٌ من الأقمــــــــــارِ فاتنتي
عيناكِ اجملُ نجمــــــةٍ ظهرتْ
     قد لوّنتْ بالوجــــــــــدِ أغنيتي
مرسومــــــةٌ عيناكِ في حدقي
      مطبوعــــــةٌ في عمقِ اخيلتي
والوجــــــهُ روضٌ في مفاتنهِ
      والثّغــــــــرُ يبدو مثلَ سكّرتي
اشعلتِ اشــواقي وما انطفأتْ
      هذي المشاعرُ بعضُ مَحرقتي
في القلــــــبِ آهٌ كمْ تُمـــزّقني
      هــلْ أنتِ بالأحضانِ مُسعفتي
وحـدي وهـذا الحسن يَقهرني
      فهــــــــلْ تراكِ اليومَ مُنقذتي
اللهُ لـــي مَنْ غــــــــيرهُ سندًا
       أرهقـتُ منْ شوقٍ ومنْ عنتِ
لمــــــا رأيتُكِ صرتُ مختلفًا
      ذبحـــتُ منْ قلبي ومنْ رئتي
اعلنتُ عن عشقي وعن شغفي
       ورميتُ اقــــلامي ومحبرتي
ألقيتُ نحـــــوكِ كلَّ اسلحتي
        وخسـرتُ اجنادي ومعركتي
لي في هـــواكِ ألفُ معصيةٍ
       تستغفرُ الرّحمــــنَ في لغتي
اهــــــــــواكِ قلتُها بلا كذبٍ
      وأعيدُهـــــــــــا ألفًا معذِّبتي
هلْ لي بهــــــذا القلبُ متسعٌ
    مذبوحــــةٌ في العينِ اسئلتي
............
شعر ورسم/ غزوان علي

الخميس، 6 أكتوبر 2022

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء...ليلى الهوى...بقلم الأستاذ المتألق والمبدع السيد نزار سالم

ليلى الهوى
******
و فيها من الجمال
شيء يسحر خدود
الأزهار
و السحر كله
غنج و دلال
سر من الأسرار
أنا الذي هاجت
مشاعره بجنون
السحر ليل و نهار
كلما باحت عيون
الفرح دون أدنى
حوار
ٱه لو كنت أعلم
ما تخفيه الأقدار
لأعلنتها أمام الناس
فلم أكتم الأسرار
لكن لطيبة قلبي
صدى تتأجج بالنار
كلما نظرت بعينيها
وجدته همس بكلمات
من وحى الأشعار
تذوبني تسحرني
ومن السحر العقل
قد أنهار
أنت دائي و دوائي
لك حبي فبعدى
عنك إنتحار
يا نجم سمائي
يا شمس نهاري
وفي الليل زينة
الاقمار
يا املي و رجائى
يا شراعي في البحر
و الأنهار
يا ربيع عمري
و العمر كله لك القلب إختار
ـــــــــــــــــــــــ
تحياتي وتقديري
بقلم ,, نزار سالم
فلسطين ,,, غزة

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء...يوم حلو ويوم مر..بقلم الأستاذ المتألق والمبدع السيد.محمد مهدي الخطيب

يوم حلو و يوم مر 
الحياة محطات
لا يتوقف فيها قطار الزمن

الحزن أو السعادة
ذكريات في ألبوم الصور 
.......

يوم حلو و يوم مر
تدور رحى الأيام 
الزمن يمضي قُدما

يمر شريط الذكريات
إما نضحك او نبكي 
........

لست فراشة لأحترق
النور يُعمي الأبصار 
و ليس البصيرة

من يقع في الحفرة مرة
يكون حذرا في المرة الثانية
محمد مهدي الخطيب/سورية

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء....الشاعر أبو نواس....بقلم الدكتور المتألق والمبدع السيد محمد الراوي

الشاعر ابو نواس
    من هاوية ألمجون إلى قمة التوبة والزهد
            ((بغداد في العصر العباسي))
                      ‏نظرة عامة
       أنتقل العرب في العصر العباسي إلى عهد اخر من التحضر والانفتاح والتقدم،فبعد إن كان الناس يسكنون في بيوت الشعر والقصب،اخذوا يتدرجون في العمران منذ القرن الأول،كقصور الامويين،حتى أصبحوا في القرن الثاني يهتمون ببناء القصور الفخمة،واصبح الأثرياء منهم يهتمون بزراعة البساتين الفواحة بالشذى،وانشاء احواض 
للسباحة وحدائق للحيوان...
كما كانت تجارة الرقيق في القرنين الاول والثاني رائجة إلى أقصى حد في المجتمع الإسلامي بسبب كثرة من كانوا يُؤسرون في الحروب،مع وجود مشترين محتاجين دائماً إلى العبيد والاماء،وانتشار تجارته في كل من إيران وخراسان وما وراءهما،
حتى كان في بغداد شارع يسمى شارع الرقيق_كما يقول المسعودي_وكانت هناك بيوت عامرة بالجواري الحسان اللائى يجدن العزف على الآلات الموسيقية،وانواع الرقص والتثني،وكان منهن شاعرات،لهن شعر رقيق مثل عُريب ومقيم وجنان معشوقة ابو نواس.
كذلك انتشر الخمر والنبيذ،وأدمن عليه الكثير من الناس،وفي مقدمتهم الشعراء والمغنون الذين اكثروا من معاقرته ووصفه.وكان الشعراء يلبسون الوشي والمقطعات الحريرية والمغنون يلبسون قطوع الديباج والحز،واستكثروا من العطور وانواع الطيب الغالية ومن المسك والعنبر،وبالغ النساء، حرائر وجواري في زينتهن واناقتهن،فكانت ثيابهن من الحرير ومتخذات من الحلي والجواهر تيجانا واقراطا وخلاخيل وعقودا وقلائد. 
 وكان لتلك المظاهر اسباب،أهمها:_
شيوع المال،فقد كان العراق مصب أموال الخلافة الإسلامية،بحكم كونه مركز الحكم والمال( أمطري حيث شئتِ،فأن خراجك لي)هكذا كان هارون الرشيد يخاطب السحابة المثقلة بالمطر.
والمال يتبعه كل شيء في اللهو،فالرقيق والشراب
والغناء لايكون إلا حيث يكون المال،وبالنتيجة
 دفع هذا الفساد الخلقي الذي كان يشيعه القبان والجواري في هذا العصر إلى شيء من الانحلال والإباحية،والعبث والزندقة، حيث الغزل المكشوف الذي لاتصان فيه كرامة الرجل والمرأة جميعاً،فقد كانت المرأة غير الحرة تبتذل ابتذالاً.
    ومن جهة اخرى،كان العراق أكثر البلاد خليطاً حيث اكتضت بغداد بأصناف من البشر لم يكونوا من جنس واحد أو مدينة واحدة،او حتى دولة 
واحدة،ولهؤلاء جميعاً تاريخاً في اللهو وأمعان في الحضارة،وتفنن في الترف،واتفق أن حلوا في دولة فتحت لهم ابوابها،مشجعة على امتزاج الحضارات، وتزاوج الثقافات،يحملون معهم لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم حتى طريقة لباسهم فلم تكن الدولة العباسية عربية محضة،كما كانت الخلافة الأموية. فخفتٓ قليلاً صوت العربية،وعلا صوت الاعاجم(كما نراه اليوم في دبي).
وهكذا اتسعت دائرة التمدن وانتشرت بعض القيم والأعراف التي فرضها المجتمع الجديد، من شيوع الغناء ومجالس اللهو والمجون،والغزل بالمذكر وانتشار القيان والجواري بصورة كبيرة،وقد ساعد على انتشار كل هذا،الحرية المسرفة التي منحتها الدولة العباسية للناس. 
كل هذه الأشياء لم تكن من طبع العرب ولا من مألوف عاداتهم في أول امرهم،من اصطناع الترف في المأكل والملبس والاستهتار في الشرب،
والمجاهرة بما يستوجب الحد،فشاع اللهو والمجون.
وكذلك من العوامل التي ساعدت على أنتشار اللهو،ظهور مذهب المرجئة،الذي يقول:بفلسفة العفو،واساس هذا المذهب(أن الإيمان هو التصديق بالقلب وليس العمل ضرورياً فيه،وعلى هذا فليس من حق أحد أن يحكم على أنسان بالكفر والفسوق _كما يذهب الخوارج والمعتزلة_ مادام مؤمناً بالله
وبأن محمد رسول الله،فهذا الحكم من حق الله وحده يوم القيامة،وهو يصرح في كتابه العزيز بأنه يغفر الذنوب جميعاً لمن يشاء، كقوله سبحانه"إن الله لايغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" وقوله تعالى"قل يا عبادي الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعاً".
ولاشك أن هذا فكر مخالف للصواب،فضلاً عن أنه مخالف لفقه الإسلام وتوحيده.
     لقد كانت هذه الظواهر الإجتماعية منتشرة في طبقة معينة من المجتمع،لاسيما الأعاجم،الذين مر ذكرهم،والطبقات المترفة ومجموعة من الشعراء
عرفت بلهوها وفجورها،فأخذت تصورها تصويراً دقيقاً،حتى عرفوا بها وعرفت بهم،ومنهم صالح بن عبد الرحيم القدوس،ومطيع بن اياس ،ويحيى بن زياد الحارثي،ووالبة بن الحباب،وكانوا جميعاً متهمون بدينهم،والصالح منهم نجا من القتل بتهمة الزندقة.
واتفق أن اجتمع أبو نواس بهذه الطائفة،فرافقهم ونادمهم،واخذ منهم فنون اللهو والفجور حتى فافهم لهواً وشهرة،فغدت شخصيته نموذجاً للشاعر اللاهي الماجن.اما عامة الناس فكانوا بمعزل عن ذلك،بل لقد ظهر أتجاهاً للزهد في هذا العصر، هناك من يراه ردة فعل للأتجاه السابق،فعاش المجتمع بين هاتين التيارين،وكان لكل تيار جمهوره وشعراءه. 
يقول شوقي ضيف_تاريخ الادب العربي_(وليس معنى ذلك أن الحياة في بغداد كانت كلها مجوناً وتهالكاً على الفجور والعهر...ومن أجل ذلك يجب إلا نبالغ في تصور موجة ألمجون والعبث حينئذ، وان نظن أن أهل بغداد جميعاً قد تخلوا عن الحياة المستقيمة الطاهرة التي يخوضها الخلق والتقاليد والدين)
وهو يخالف رأي الدكتور طه حسين الذي نرى انه كان متحاملاً على العصر العباسي،حيث قال(كان هذا العصر عصر شك ومجون،وكان عصر رياء ونفاق). ولا غرابة في ذلك،اليس هو من شكك في الشعر الجاهلي.
        وإن كانت معالم التصوف لم تنضج في هذا العصر، فلسنا مع من يرى أن الزهد رد فعل طبيعي للنزعات السابقة المنحرفة وما ترتب عليها من اندفاع طائفة كبيرة من الناس ليغمروا أنفسهم في تياراتها الصاخبة،فظهرت طائفة أخرى أنكرت عليهم هذه الحياة المادية المرتبطة بالأرض ارتباطاً رخيصاً، فمضوا يقفون في وجه تياراتها ويقيمون السدود في طريقها ليقللوا من شدة اندفاعها،بل أن الزهد لم يكن وليد تلك الظروف التي يعيشها المجتمع العباسي، كان موجوداً في النفوس دائماً وابداً،الا أنه يتحرك ويشتد حسب ارتفاع نسبة الفساد الذي يعيشه المجتمع وانخفاضه،فيزداد ويقوى كلما غرق المجتمع في اللهو والمجون وانكب على الملذات، فالزهد شيء أصيل في المجتمع الإسلامي منذ أن أشرق الإسلام بانواره على النفوس فاحيأها بقيمه وأحكامه التي جعلته ديناً للبشرية جمعاء.
        ‏الى جانب كل ذلك يعتبر العصر العباسي من افضل العصور وأقواها من حيث انتشار العلم والمعرفة والانفتاح على الشعوب الأخرى...
فكان العراق يعج بالعلماء والأدباء واللغويين،كذلك ظهر في هذا العصر المتكلمون والمهتمون بالفلسفة والمنطق،كما انتشرت العلوم الدينية كالحديث والتفسير والتشريع وعلوم الكلام والاعتزال،كذلك الانساب وتعلم التجارة والتنظيم.
وكانت بغداد والبصرة والكوفة موئل الطلاب من كل بقاع الدنيا،يغدون إليها طلباً للعلم والمعرفة،
وقد خُرجُت هذه الدولة خيرة علماء الدنيا على مر الزمن. ‏

      ‏

الاثنين، 3 أكتوبر 2022

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء. اغضب...بقلم الأستاذ المتألق والمبدع. غزوان علي

(( اغضبْ ))
أغضبْ فلستَ تخافُ المــوتَ لو قَرُبا
         أنتَ العــــراقُ لسانُ الرّفضِ لو خَطبا
أغضبْ فإنّكَ رمحُ اللهِ ما انكســـــرتْ
        أنتَ الأبيُّ وليثُ اللهِ لــــــــــــــو وثبا
أغضبْ فإنّكَ شمسُ اللهِ مــــا انطفأتْ
       إشراقُهــــا ملءُ هذا الكـونِ ما احتجبا
أغضبْ فإنّكَ صوتُ الشّعبِ منتفضًا
         يمشي إلى الحـتفِ زهيانًا وما ارتعبا
أغضبْ فإنّكَ جـــــــــرحٌ للحسينِ بنا
          للآنَ يصرخُ في اعمــــــــاقِنا غضبا
أغضبْ فإنّكَ زهـــو الأرضِ اجمعُها
         إنّا رأيناكَ ملءَ العــــــــــينِ منتصبا
أغضبْ فأنتَ عــــــــراقُ اللهِ مُنتجبًا
        وأنتَ يا سيّدُ الأوطانِ لـــــــــو نسبا
أغضبْ فلســتَ تطيقُ الذَّلَ منكسرًا
        لستَ المهــــــــادنُ مذبوحًا ومُستلبا
أغضبْ وطهّرْ بقاعَ الأرضِ من دنسٍ
            فالأرضُ يحكمُهــا السّراقُ والغُربا
أغضبْ فأنتَ عراقُ المجدِ يا وطني
         يا منْ بجيرانِهِ الأوغـــــــادُ قدْ نُكبا
سيكتبُ الحــــبرُ عن سـوأتِهم قرفًا
         ولنْ يرحمَ الحــبرُ والتّاريخُ لو كتبا
همْ جيّشوا كلَّ ذيولِ البغي تخدمُهمْ
          واستنفروا كلَّ من في عرضِهِ ثُقبا
همْ حاصروهُ فمـــا لانتْ شكائمُهُ
        حاكو الدّسائسَ حتّى يسرقوا العنبا
عندي عتابٌ وبعضُ العتبِ موجدةٌ
             لبعضِ ابنائِهِ كـــانوا لهـــــمْ ذنبا
بحيثُ واحــدهُم قدْ صارَ مومسةً
             باعَ المبادئَ كي يحظى بمـا نهبا
عجبتُ كيفَ يخونُ المرءُ موطنَهُ
              إذ راحَ يزرعُ في ارجائهِ العطبا
منْ خانَ هانَ فمــا تُرجى نجابتُهُ
            يبقى هـو الذّيلُ أنّى صارَ وانقلبا
ويحَ الخئونِ إذا ماتَ الضّميرُ بهِ
          يعطي المقادةَ كي يشري بها نشبا
ولنْ يُطهّرَ ماءُ الأرضِ ســـوأتهُ
             وإنْ بألفِ فــــراتٍ غطَّ وانسربا
برغمِ منْ علّقوا في الرّمحِ جثتَهُ
              كانَ العراقُ لهــــمْ أمًّا وكانَ أبا
برغمِ منْ سرقوا احـلامَ صبيتهِ
            فكانَ أكرمُ مَنْ اعطى ومَنْ وهبا
برغمِ ما دمّروا في الأرضِ واحتربوا
            كانَ العراقُ لهـــــمْ بيتًا ومُنتسبا
وكلّمـــــــا مزّقوا اوصالَهُ مزقًا
              أو اشعلوا النّارَ في أسوارِهِ لهبا
يزدادُ كبرًا ويسمـو في مواجعِهِ
       كالطّودِ أنْ عارضَ الطُّوفانِ ما ارتهبا
يَعـرى ويُوقدُ من اضلاعِهِ حطبًا
           يظمئ ويسقي لهمْ من دمعهِ قُربا
هذا العــــــراقُ كبيرٌ في مواقفهِ
           لم يستكنْ لعوادي الدّهرِ لو حَربا
منْ سومرٍ ومن آشورَ من أكــــدٍ
         من بابلَ المجدِ لم نضرعْ لمنْ طلبا
ما دارتِ الأرضُ والأيّامُ شاهدةٌ
             إلاّ وكنّا على اقطارِهـــــــا قُطُبا
وإنّنا لو نشاءُ الأرضَ نقلبُهـــــــا
          إنْ نستفرُّ بيومٍ نفعــــــــلُ العجبا
يبقى العــــراقُ عظيمًا في مآثرِهِ
          وسوفَ يرجعُ كالأمسِ الذي ذهبا
............
شعر ورسم/ غزوان علي

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء...حروف ساكنة...بقلم الأستاذة المتألقة جاكلين فخري حنا

حروف ساكنة..
الشاعرة: جاكلين فخري حنا 
===============
حين كنت أتعلم لغة الحب 
في مدرسة الحب
نثروا في القلب
حروفاً حمراء
ما بين الألف والياء
قالوا
هي ساكنة
كالموت الساكن في الداء
متعب هو الصمت ..
لأنه لا يبتّ ولا يقطع أمراً
الصمت ليس حياء
الصمت فعل ناقص
أو معتل
يفقدك الحرية كمحتل
ينزع من نفسك
صوت التعبير الصادق
ويخنقك بجدائل مُرة
من فل