علمتُ بها غَرْثى الوشاح خصيبة
ويصدح فيها خيِّر ونذيل
بليل إذا مرَّت سويعات ظلمة
فإنّ سناها بارق ونخيل
وما ليلة ليلاء تبدو لو انها
ستأتي إلينا والظلام ظليل
ولكنها تبدو لعل صريمها
يُنار بطيف والنّسيم عليل
محاجرها كالرّيم إن جدَّ وصفها
ورمش عيون كالحسام صقيل
لها الجيد شفّاف كأنّ رضابها
زلالٌ نقيٌّ والّلعاب يسيل
وفيها على الخدّين وشم سواده
كما المسك يبدو والسَّواد نفيل
فمن خدِّها ورد يفوح أريجه
ومن ريقها سكب الزُّلال جزيل
وما مَسحة الخدَّين إلّا كأنّها
شفيق صباح في الضِّياء وَغيل
مكحّلة العينين يغري سوادها
وأيطلها شبه الظِّباء نحيل
فما خصَّني منها سوى شغفي بها
وليت بأنّي في الجوار نزيل
وفي بُعدها أقفي القطا مسترسلا
وإنّ قريضي في القطاة قليل
لعلّ القطا يطوي الفلاة بقربها
ويخبرها أنّ العشيق قتيل
عسى تروِه عشقا ويحيا بُعَيدها
فؤاد عشيق تالف وكليل
وتجزي له ما قد يريح لخافق
ويُثْلِج جوف الصّدر وهو قصيل
فلا كانت الدُّنيا تروق بدونها
ولا كلّ عمري في الغرام ضَحيل
ولكنّها الأيام أبدت جفافها
من البُعد عنها والبُعاد ثقيل
ولي حاجة فيها وليس بخاذل
وَإنّي على طول الحياة كفيل
عقدتُّ عليها العزْمَ ألّا أخونها
وليت لمثواها الأخير حَليل
فلا مثلها عيني رأتْ بلحاظها
وليس لها بين الأنام مثيل
ألا ليت لو أنّي سكنت بقربها
فهذا لعمري للهيام سبيل
ولا حبَّذا في البعد حتى وإنّني
تجرّعْت سُمَّ البُعد وهو وبيل
....................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق