من أدب ثورات الشعوب..
::
كان الهواء يخرجُ مِن صدري طريدًا في زفِيرٍ لا يرجع إلَّا نِصْفُه شهيقًا، أكادُ أختَنِق، وُئِدَتْ أنفاسي في صدري كما وُئِدَ صوتي في حَلْقِي.. أشعرُ برأسي ترتَفِع رُغمًا عنِّي ورقَبَتِي ترجع إلى الوراء كمَنْ أُرْقِدَ للذَّبحِ.. أيكون بردُ السِّكِّين على رقبَتِي هو التالي؟ أيكون هذا هو انتقام الشياطين مِنِّي لما فعلتُه بعالمهم الخَفِيِّ؟! لكنَّ السكِّين لمْ تأتِ.. بدأ فَمِي يُفْتَحَ رُغْمًا عنِّي، رُوَيْدًا رُوَيْدًا، حتَّى فُغِرَ عن آخِرِه، حاوَلْتُ إغلاقه، لكِنِّي لَمْ أستَطِعْ، وكأنَّني فقَدْتُ القدرَةَ على التَّحَكُّم فيه كما استَعْصَتْ علَيَّ أنفَاسِي مِن قبلُ.. سُحِبَ ذِراعَايَ إلى الخلف لِيَستَقِرَّا إلى جانِبِ جسَدِيَ المُمَدَّدِ على الأرض، ثمَّ أخَذَا ورِجْلَايَ في الارتفاع والتقَوُّسِ إلى جِهَةِ ظَهْرِي.. حاوَلْتُ الصُّراخ، لَكِنَّنِي لَمْ أستَطِع، خَذَلَتْنِي جوارحِي، خَذَلَنِي جسدِي.. وها أنا ذا مُمَدَّدٌ على الأرض وقد تقَطَّعتْ بِيَ الأنفاس، يجثُمُ ماردٌ على ظهري، ويُقَوِّسُ جسدي.. ثَغْرِي مُنْفَرِجٌ وكأنَّه يتَجَهَّزُ لإخراج روحي منه، ستخرجُ وأنا أراها.. ولكِن أتُخْرِجُها الشياطين أم الملائكة؟!..
::
#رواية_إنَّه_يراكم
حمِّل نسختك مجانًا بصيغة pdf من هنا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق