حمداً لربِّ السما أجرى لنا فرحاَ
كم عشتُ متقداً بالله منشرحاَ
بفضلهِ أحتسي الآلاءَ مترعةً
وكل أيام دهري مشرقاً بضحىَ
يا واهبَ العمر باركْ عمرنا أبداً
بدِّلْ مساوئنا في دهرنا مُلحا
أصلحْ بنا الأرضَ باركنا بكل مدى
لنستقيم على ما يثمرُ. الكدحا
ليصبحَ العمرَ في ميزاننا حسناً
ويرجع السوءُ إحساناً بما ربحا
ذنبي طويلٌ فمن لي كي يبدلهُ
حُسْناً وطياً وترميماً لما جَنَحاَ
ما لي إلى الفيء إلا أنت يا أملي
فتبْ عليَّ لأحيا قائداً سمحا
قلبي أسيفٌ لمَا قد مرَّ من ألمٍ
فمن يطبب قلباً شادناً جُرحا
وكيف يشرقُ قلبٌ لا تُسنْبِلُهُ
بعزمةِ الحق بالإيمان متشحا
وكيف يبلغ عبدٌ رامَ غايتهُ
إن لم يعاقرْ بفعل الوحي ما اتضحا
والفعل لولاكَ مفعولٌ وممتنعٌ
فجُدْ بفضلكَ غَيْرْ حزننا مرحا
أزل بجودكَ راناً ضَلَّ يحجبنا
عن رؤية العمقِ فيما الظنُّ قد شطحا
بك استغثتُ بما أرجوهُ من كرمٍ
وهل يخيبُ الذي يأتيك منطرحاَ
أنت الكريمُ وفيضُ البر تُهطلُهُ
غيثاً جليًّا عظيماً صيباً شرحا
يا رب عزما وعزاً كاملا وهدى
لما تبقى كأسمَى راكضٍ نجحا
نصراً على كل أهواءٍ تثبطنا
عن المعالي ومن آغوى ومن قدحا
على عدوٍ على طيشٍ على وجلٍ
لا يعترينا أذىً مهما الأذى نضحا
هيهاتَ هيهاتَ أن نرتدَّ في نزقٍ
أو أن نظنّ بأن المجد منقدحا
قد كان هذا شذوذاً قبل مولدنا
سنشعل الخير تكفيراً لما سفحا
فأحسنوا أحسنوا فالعمر مرتحل
كيما نعوض بالإحسان ما برحا
من يمسح الضيم يمحو كل غابرةٍ
عن القلوب بما ولىَّ و ما سرحا
من يرجعُ القلب صفواً لا تُدَثِّرُهُ
رشقُ الظنونِ وكالأزهار منفتحا
لا خوف يغتالهُ رهباً ولا وجعاً
بإذن مولاهُ مسروراً وإن نزحا
انتَ المرجى الهي في مآملنا
فهل نخيبُ وقد أكرمتَ من صفحا
عساك ترجعُ للوجدان جذوته
ليدركَ الهمم العليا!!ولو نطحا
عساك تمسح أيام الشقاء وقد
بان العوار وأضحى البين منفضحا
الله أكبر لن يبقي لغاشيةٍ
بين الصدور مكاناً فوق ما منحا
يارب للقلب ان القلب معتذر
فجد له بهناءٍ دائمٍ وضحا
من فيضيهُ تصبح الأيام ضاحكةً
لكل شعبي ويهناء بعدما ذبحا
يا رب للجيل ان الجيل محترقاً
بجذوة الحرب !! أطفئ كلما قرحا