الأربعاء، 12 يناير 2022

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء ✍️..ألا انفرجي كروبا واتركينا. .. بقلم الأستاذ المتالق والمبدع السيد جهاد شرف أبو علاء

ألا انفرجي كروبا واتركينا
ولا تدعي صروف الدهر فينا 
كفانا مالقينا من خطوب 
مقدّرةٌ علينا فاعتقينا
وأيامٍ لنا كانت علينا 
منعَّمةٌ وكنا جاهلينا
تبعنا فتنةً حتى بُلينا 
عصينا الله فيها أجمعينا
وإن الجهل بعد الجهل يبدو
علينا نخرج الضغن الدفينا
كأغنامٍ سرنا دون عقلٍ 
فلم ندري ولم نعلم يقينا
ورثنا المجد من قوم فتباً
 وضيعنا وكنا لاعبينا
بأيِّ خطيئةٍ نكوى بنارٍ
بأيِّ خطيئةٍ صرنا قطينا
فماذا نورث الأحفاد منّا
ونحن المانعون الأقربينا
تخالفنا تنافرنا فضِعنا
وإنّا الهالكون إذا بقينا
تركنا القدس حتى عاث فيها 
يهود بني قريظة عابثينا
ولم تسلم بلاد الشام منا
نطيع بها الغزاة فتزدرينا
حرقنا ليبيا حقدا وجهلا
بنيران الخصومة فابتلينا
تنافسنا على هدم العراق 
وقتَّلْنا فلم يسلم جنينا
وما اليمن السعيد بمأمنٍ من
حرائقنا بأيدي أرذلينا
وفي السودان أشعلنا فتيلاً
دويلاتٍ ممزَّقةٍ يكونا
ومغربُ والجزائر في خصامٍ
وتونس لم تقرّّ لها عيونا
ولاحقةٌ مصائبنا بلاداً
فنورث ُفتنةً تبقى سنينا
كأن قبائل الصحراء عادت
كمثْل الجاهلين الأولينا
ورثْنَ المجد عن آباء صدقٍ 
وأبْدَلْنا مكان المجد هونا
وألبسنا العروبةَ كلّ فحشٍ
وذنبٍ حيث كنا المذنبينا
كأن سيوفنا باتت علينا
نجزُّ بها رؤوساً لاتدينا
وصرنا كالبيادق في بقاعٍ
تحركنا أيادي الكاشحينا
وما من أمّةٍ تبكي سوانا
على مجدٍ كمجدِ الأولينا
فنحن الفاتحون الغرب كرهاً
ونحن الحاكمون الشرق دينا
ونحن العائدون إذا صحونا
لأمجادٍ لنا كانت يقينا
ونحن الغالبون إذا التقينا
كأعوادٍ فلا نخشى الغضونا
جهاد شرف أبوعلاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق