.........صرخة تربوية.........
عقدت المدرسة اجتماع مجلس الاباء وبدأ الاجتماع فقراته، وألزمت الادارة التلاميذ بالبقاء في ساحة المدرسة للمشاركة في استقبال الضيوف وإخراج وادخال المقاعد....وبين هذا وذاك ، اخذت معلمة الرياضة على عاتقها مراقبة التلاميذ، واثناء تجوالها في الصفوف الفارغة، ومرورها بين الممرات سمعت بكاء خافتا ونشيجا يخرج من احدى الصفوف، تتبعت مصدره فإذا بتلميذ يجلس بنهاية الصف وحده، واضعا راسه على المقعد وهو يبكي ، تقدمت المعلمة واخذت تساله عما اصابه او هل آذاه احد، لكنه رفع راسه والدمع يتحدر على وجنتيه قائلا
- لا معلمتي لم يؤذني أحد.. المعلمة متعجبة
- اذن ماذا بك؟
الطفل متوتر يتلعثم.وبتردد يقول((. مجلس الاباء))..قالت المعلمة
- ما به مجلس الآباء ؟! يرد عليها وما زالت الدموع تنساب من عينيه ...
- كل التلاميذ حضر اباؤوهم الا انا لم و لن يحضر أبي
- .لا عليك يا ولدي ربما يتاخر سياتي بعد قليل، انا متاكدة.
- لالا معلمتي لن يحضر لمجلس الاباء. صرخت المعلمة
- ولم ؟! رد بصوت مبحوح وقد زاد نشيجه والدموع مازالت تسيل على خديه.
- لان ابي استشهد بالمعركة دفاعا عن الوطن.، أنا. أنا . انا يتيم لا اب لي...اضطربت المعلمة قليلا، وظهر عليها التردد والانفعال، فحاولت إخفاء تأثرها، مع انها بكت، لكنها فطنت انها معلمة، وعليها ان تقوم بواجب الرعاية والحفاظ على شخصية طفل بريء مظلوم.، فاقتربت منه اكثر واحتضنته، وضمته إلى صدرها....واخذت تواسيه.، مسحت الدموع عن عينيه، واستمهلته قائلة، سأعود لك بعد قليل، اتجهت إلى الإدارة ثم فاجأت المدير ومساعده وباقي المعلمين الحاضرين قائلة
- كم نحن قساة القلوب تفاجأ الجميع بكلامها في هذا الوقت
- ما الذي يدعوك لاتهامنا بأننا قساة القلوب
- يلزم ان تغيروا مسمى لقاء مجلس الآباء
- وهل هذا يعني اننا قساة القلوب؟، وماذا تقترحين ان نسمي اجتماعنا
- نسميه .مجلس اولياء الامور
- وما الداعي لكل هذا. فأخبرتهم بما وقع ...ذهل المدير ثم طلب لقاء الطالب، وصحب المعلمة لغرفة الصف الرابع، فوجد تلميذه جالسا يؤسره الحزن... نهض التلميذ احتراما لمديره ، فانحنى المدير ورفع الطفل وضمه إلى حضنه، ثم عانقه، قائلا له
- .من قال لك أنك لا اب لك. انا ابوك والمعلمون كلهم اباؤك قم يا بني مع ابيك واصطحبه معه للادارة واثنى عليه هو والاساتذة الموجودون لصراحته، ثم قالوا له .....
- نحن سند لك . ارتاح التلميذ وجر انفاسه بعمق قائلا
- أفتخر بكم جيمعا، لأننني صرت أشعر ان لي اكثر من اب في هذه المدرسة...
تحسنت معاملة المدير والمعلمون له، وشعر بالمحبة التي رفعت من معنوياته، وزادت من اجتهاده في جميع دروسه.
...وفي الاجتماع الثاني كتب المدير عبارة اجتماع (مجلس أولياء الامور)) على لوحة الاعلانات... ووقف امامها ذلك التلميذ مبتسما وهو يردد مع نفسه اذن غدا سيحضر خالي حسام للإجتماع....، وإذا لم يستطع خالي الحضور، فمدير المدرسة أو أي أستاذ بها هو ولي امري........
... الكاتب اركان القيسي.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق