الخميس، 3 يناير 2019

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء//انا ياذاك من أهوى...//بقلم المبدع سيد الشاعر

أنا ياذاكَ مَنْ أهوى -- سيد الشاعر
من الهزج
……………………………………………………
هُنا قلبي رَعَى حُبي ** وحُبي لمْ يدَعْ قلبي

وأنتِ الحبُّ في قلبي ** وأنتِ القلبُ للحبِّ

ومِنْ عَيْنِي يُرَى عِشْقي** ومِنْ عَيْنَيكِ عِشْقٌ بي

وقدْ أحْنَيْتُ أضلاعي ** حَوَالَيْكِ وذا دَأْبي

ووطَّأتُ الحَشا بَيْتًا ** بِعَطْفِ الأم ِّ والأبِّ

هنا قدْ رُمْتُ أحلامي ** لِتعلو حبَّةُ القلبِ

وفي ذا عِشْتُ أيامي ** بِما يَقْضي بهِ ربي

فمِنْ عَذْبٍ إلى مُرٍّ ** ومن مرٍّ إلى عذبِ
…………

وكمْ قدْ مَرَّ منْ مُرٍّ ** تَجرَّعْناهُ بِالكَرْبِ

فقلنا يُسْركم ذُقُنا ** سنَرضى الآنَ بالصّعْبِ

لِعَيْنيكِ أَيا عَيْني ** لَيحلو المرُّ في دربي

هنا عُمْري أَيا عُمْري ** شبابٌ آل للشَّيْبِ

على عَهْدي مدى عهدي ** بِبُعدي كانَ أوْ قُرْبي

شَرِبْنا إذْ هَـوَيْنَاكُمْ ** رضًا ضُرّي كما النَخْبِ

فلمَّا قد علا نَذْلٌ ** وصارَ العَهدُ للخِبِّ

خَؤونٌ مالهُ عهدٌ ** بَدا الشيطانُ في الذِّئْبِ

فلَمْ ألْقَ سِوى مُرٍّ ** ولم تلقِي سِوى الجَدْبِ

غضِبتُ الغَضْبةَ الكُبْرى ** بِسِلْمٍ ليسَ بِالحَربِ

وهمّي لم يكُنْ همّي ** لكمْ أرجو جنى الخَصْبِ
………………………………

وقال التّابِعُ الأعمى ** كَحَذْوِ الوَغْدِ بِالوَغْبِ *1*

إذا بالجَنْبِ لا ترضى ** ألا فارحلْ عنِ الجنبِ

وما عارٌ إذا تعْمى ** عيونٌ بل عمى القلبِ

أعنْ عِشْقي أنا أمضي ** فأَقْضِي بِالضَّنى نَحْبي

أنا ياذاكَ مَنْ أَهْوي ** فهلْ حُبي لها ذنبي

لإنْ تَظْما هنا يومًا ** روتْها العَيْنُ بالسَّكْبِ

وإنْ تَعْرَ لها أصْنَعْ ** بِجِلدي أحسنَ الثَّوْبِ

إذا ما صابها صَدْعٌ ** فقلبي الوَقْفُ للرَّأْبِ

أنا مَنْ إنْ دَها خَطْبٌ ** فِداها الروحُ في الخَطْبِ

فيامن قلتَ لي ارحلْ ** أَهلْ أحببتها حبي ؟

وهلْ ذُقْتَ الرَّدى يومًا ** فِدا السَّمْرا التي تَسْبي

أنا في رَكْبِ من يهوى ** ولَسْتُمْ في هُدى الركبِ

إذا كان الهوي صِدقًا ** فإنَّ الصِّدقَ منْ يُنْبي

لذا سَلْهاْ .. لنا تشْهَدْ ** أنا مِنْ ذلكَ الضَّرْبِ  سيد الشاعر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*1* الوغب : اللئيم الرذل مع حماقة
وحذو الوغد بالوغب أي يقتدي به ويعمل عمله بنفس الصورة والمقدار
كما جاء في الحديث : حذو النعل بالنعل والقذةِ بالقذة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق