الاثنين، 26 أبريل 2021

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء...من ‏مذكّرات ‏القمر(1)...بقلم الأستاذة المتالقة والمبدعة الغالية روزيت عفيف حداد

من مذكّرات القمر 1

ما زال القمر.
مازال القمر،
متيّماً، يهوى السّهر ؛
يحرس العاشقين،
يحتضن الأنين،
من قلب حزين
متّكئاً على شبّاك الأمل،
يمتّع النّظر. 
صبيّة، هناك، تعزف تراتيل وجد،
وتتلو آيات عشق،
مكتوبة
على ضفائر مجدولة من ضوئه المنهمر. 
تمدّ يداً، تمسك وردة، ترسل قبلة....
ينبلج السّحر. 
تودّع الحبيب
لموعد جديد
تخبّئ القمر.

من مذكرات القمر. 2

سفر
تنادت النّجمات إلى السّاحة، 
المداولات حامية،
أين القمر؟
رأيتُه مسافراً نحو البشر.
لا تغلقي النّافذة هذه الليلة،
لا تضيئي القنديل، 
نور وجهك هو الدّليل، 
الطّريق طويل،
لكن لأجلك يركب المستحيل،
لا ترتعبي إذا عانقتك قبلة!
تشتاق شفتيك،
أرسلتها إليك،
مع القمر، سراً أرسلتُها،
لم أبح بها، حتّى لنفسي،
خوفاً من أن أفشي سرّي،
فرحاً أو غيرةً منّي.
أنتظر الجواب،
أرجوك لا تختصري، 
أطيلي، 
أعشق الإسهاب، 
وأنا، سأقرأه بتأنّي، 
لن يضيع أي ّحرف منّي.
اضغطي الختم جيّداً، 
وليكن قبلة،
تُسكر شياطيني.

من مذكّرات القمر. 3

زائر. 
ردّتْ على كتفها الوشاح، 
درءاً لبردك يا صباح.
روَتْ:
(وفي عينيها فرح يغيظ الحسدة ) 
تظاهرتُ بالنّوم، إلى أن وصل،
طبع على وجنتي القبل
أمسكتُ به، لا تتعجل، 
مهلا!
أخاف الوحدة،
أغار من الحمام إذا هدل، 
من نظرات عيون تتبادل الغزل.
أشفقَ عليّ وقال:
أنت! كطفلةٍ في المهد،
تشاقيتِ قبل العهد، 
مازلتِ، الآن، برعماً،
لا يحتمل ألما؛
سأحكي لك ألف حكاية وحكاية،
وفي نهاية الوِصاية،
تعقدين كزهرة، تنشرين العطر. 
انتشرت الوشاية. 
تتهامس النّجمات هزلا،
هل وقع في العشق القمر؟
هل أغواه البشر،
ونوره من سمائنا أفل؟

روزيت عفيف حدّاد 
سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق