يهيم فؤادي صابراً متصبِّرا
وأحسبُ وجدِي في الّلقاءِ مُقَصِِّرا
فإِن أُرسِل الأشواقَ نلتُ صبابةً
وإِن أكتم الأشواقَ زدتُ تكدُّرا
أراني شديدَ الشّوقِ دونَ درايةٍ
وقد أقسمَ الواشون أنّي سأُزجَرا
فقلتُ لِمن رامَ الوشايةَ عاجلاً
وكيفَ لصَبٍّ أن يشوقَ فيعذرا
وكيف لِصَبٍّ قد كواه فؤادُه
يلاقي هواه كي يهيم لينكرا
فقد تفضح العينان كلَّ مُخَبَّأٍ
وقد تحرق الأشواقُ إن تتجَمَّرا
فما أصدقَ العشّاق في خلواتهم
وما أتعسَ العذّال إن تتجبّرا
لحَى الله عُذّالاً تسوس لسانَهم
ظنونٌ وإن ظنّوا تراه تبخترا
فياليل طُل!كي لاتكون وشايةٌ
فما كان ليلٌ للوشاةِ مُخَبِّرا
وما أنبل العشّاق ساعةَ شملهم
تراهم سُكارى في اشتياقٍ فتعذرا
ذريني بُعيدَ الوجدِ ألثم أنتشي
لعمري فليس المسكُ دونكِ أذفرا
أُكَحِّل جفنِي في حضوركِ مرّةً
فيمضي فؤادي في الغياب مُصَوِّرا
وأُشهِد قلبي في اشتياقه مُقبِلاً
وأُشهِد نبضي في غيابكِ مُدبِرا
ولو لم تكوني في هواي سحابةً
فما كان عشقٌ في فؤادِيَ مُمطِرا
فإن تمنعوا وصلي فلستُ ألومكم
ولستم إلى شوقي وصُولاً وعسكرا
تقولون صَبراً والصّبابة تصطلي
فهل يطفئ النّيرانَ جمرٌ تسَعَّرا
ألا أيُّها الواشِيُّ ليتكَ عاشقٌ
لتأتيكَ مِ الأشواقِ يوماً بما جرى !
حسين صالح ملحم
سوريا.. اللاذقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق