حين يحسدك حسود
ممن رضعوا سما من أم حقود
طَلَبَ أن يعم حزنك و أنْ في أهلك يسود
أن لا يراك سعيدا، همه في هذا الوجود
رأس ماله بغض، ينفق منه وبه عليك يجود
يتلو أقاويل مدحه في وجهك كودود
يتعس لفرحك و يتمناه أن يذهب ولا يعود
إن حزنت، سعد لحزنك وأهدى لمن أكْمَدَكَ الورود
تفوق في ارثه من إبليس واجتسر الحدود
انسان هاجر الحب قلبه، فدواما إليه لن يعود
معروفه لك إن فعل، هو شر مقصود
مراده نفخ نار الكآبة لتأجج للوقود
عثراتك عنده لا تنسى، فهي للآخرين وعود
ينمق كلامه لأذنك لكن قلبك يدرك أنه خصيمك الودود
يُجَمِّل تَفَوُّهَهُ دوما لا للصلح بل لغدر معهود
نجاحك عنده مصادفة وليس بجهد منك و لا صمود
تفوقك عنده مجرد حظ ما قمت فيه بمجهود
يا صاح عليك أن تأبه شر الحسود
ولا تقلق فهو لك من الله جند من الجنود
يحرسك الله و يرفع شأنك و بجوده يجود
اترك الناس تنبش عن أخطاءك أيها المحسود
فإن لم تجدها مجدتك و احتقرت الحسود
قال أبو تمام كلاما في حق الحقود:
إِذا أرادَ اللّهُ نشرَ فضيلةٍ طويتْ
أتاحَ لها لسانَ حسودِ
لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورَتْ
ما كان يعرفُ طِيبُ عَرفِ العُودِ
لولا التخوفُ للعواقبِ لم تزلْ
للحاسدِ النُّعْمى على المحسودِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق