من ديوان الحنين :
الحنين إلى الخضراء :
أقسمت بالشوق والعطر الذي آنسكبا
أني أحبك، حبي لم يكن كذبا
خضراء انت دمي الجاري بأوردتي
وأنت عطري الذي ما جف أو نضبا
حملت طيفك في الأضلاع ما سئمت
جوانحي أو شكا وجداننا التعبا
لكنني جئت مشتاقا إلى زمن
قضيته فيك حسونا لك آنتسبا
غنى على فيئك المزدان مفتتنا
وعاد للفيء في مغناك مغتربا
فلا تلومي إذا ما البين غيبه
وعاد يبكي زمانا فيك قد ذهبا
ردي له الصيف ردي العمر اجمعه
ردي ربيعا بكل العطر قد هربا !
سقيا لأرض شدونا في خمائلها
مثل الحساسين ، قد كانت لنا الأربا
وما سلونا رباها فهي حاضرة
بين الجوانح لم ننكر لها نسبا
ردي لنا العمر يا خضراء ، يا املا
به سمونا وجاورنا به الشهبا
فلا عدمناك أنت الحلم اجمعه
وأنت نجم تجلى بعدما آحتجبا !
يا روضة الوطن الزاهي بخضرته
هل من نسيم يزيل الغم والكربا؟
ظمآن جئتك أبكي فيك أزمنة
ولت وأذكر صيفا فيك قد غربا
لا تتركيني لهذا البرد يجلدني
ضمي شتاتي فليل العمر قد قربا
أنت المرافئ قد لاحت لأشرعتي
وأنت لي فكرة قد صغتها ادبا
ردي لي العمر يا خضراء يا قمرا
يا روضة العطر من للطير إن نحبا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق