الأحد، 25 نوفمبر 2018

مجلة ملتقى الشعراء والادباء // اطروحة السماء // بقلم المبدع صاحب الغرابي

أُطْرُوحَةُ السَّماءِ
صاحب الغرابي...العراق
خِلَال عُصُورٍ قاتِماتٍ
أمَّةٌ تاهَتْ بِهِا السَبُلُ
سَقَطَت فِي هَاوِيَةِ الفَوْضى
فِي فَلاَةٍ مُوحِشَةٍ
دُنْيا تَمُوجُ بالفِتَنِ  وَاقعٌ يَعْجُّ بالمَفاسدِ
جَوْرٌ ألهَبَ الظُهُورَ بسِياطهِ
مَضَارِبُ تَنْفَخُ فيها الرِّياحُ اللاّفِحَةُ ،وَيَغْزوها الحَرُّ القَائِظُ
كأنَّ بَحْراً مِنْ الضَوءِ أطَلَّ
أشْرَقَ القَمَرُ بَدراً
مِنْ فَوقِ الرُّبَّى البَعِيدَة
صُوْتٌ أعْمَقُ صَدىّ مِنْ نَشِيدِ الصَباح
أنْشُودَةٌ تَرَنَمّت بِها عَرائِسُ الْفَجرِ
عَيْنَان ِمُشَعْشِعَتان كالْنِجُوم
يَمْلؤهُما طُهْرُ الطُّفُولَة
سَكِينَةٌ تُوحِي بالْهَيْبَة وَالْوقار
هَزَّت عُروشَ أكاسِرَةٍ، وَأباطِرَةٍ طُغْاة
مَنْ أخْمَدَ النِيرَان؟
وَأسْقَطَ الشُرفاتِ فِي طَيْسَفون*
وَغِيضَ ماءُ ساوَه
دَلائِلُ ساطِعَة مِنْ عَوالِمَ زاخِرَةٍ بالنُورِ
مُعْجِزاتٌ وَقَف التأريخُ إزاءَها مَبْهوراً
لايَدْري مايَقُولُ
وإذا بالعَظِيم الحَقّ
لايَخَصَّ طائِفَةً مِنْ بَني الإنْسَانِ
وَلاقَوماً دونَ قَوم
فَهوَ لِكلّ قَومٍ فَوْق كلّ أرض ٍ
يَكادُ سَنا نُورِه يُضِيءُ الخافقين**
يُنْبُوعٌ تَدَّفَقَ مِنْ صَدْرِ الْوجُود
سيِّدُ الْكَوْنَيَّن
سِراجُ لايَخْبو تَوَقِدُه
أُطْرُوحَة ُالسَّماءِ
فَذو الْعَرْش مَحْمُودٌ
وَهَذا مُحَّمد.
......................................................................
*اسم قديم لمدينة عراقية كانت عاصمة للساسانيين والفرثيين المدائن/سلمان باك الحالية تبعد 35كم جنوب شرق بغداد.
**أفق المشرق وأفق المغرب؛ لأن اللَّيل والنَّهار يخفقان فيهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق