لُغَةُ العُيُونْ
قصيدة
بقلم الدكتور الشاعر محمد القصاص
الأربعاء 31 أكتوبر 2018
هيَّا اقرَءُوا لُغَةَ العُيون فإنِّهــــــــــا *** تَرْمِي سِّهَامَا إنْ أصَابتْ تقتُـــــلُ
إنْ أقبَلَتْ تقتلْكَ منها صَبابَـــــــــــةٌ*** أو أدْبَرَتْ فَتَّاكَةٌ فتُزَلْــــــــــــــزِلُ
غيدَاءُ تُفْضِي للقُلوبِ مَوَاجِعَــــــــا *** تَمْشِي الهُوينا أنْ تُرَاعَ فَتَجْفُــــــلُ
من طَبْعِها طَبعُ الأرائمِ إنْ مَشْـــتْ *** بين المرابعِ قدْ تنامُ وتغْفَـــــــــــلُ
يقظانةٌ في كلِّ حينٍ ليتهـــــــــــــــا*** غَمَضَتْ لِوَهْلَةَ هلْ عساها تَفْعَـــلُ
مكحُولةَ العينينِ لا يَبدو بهـــــــــــا *** رَمَدٌ ولا سغَبٌ، ورِمْشٌ أخْيَــــــلُ
شَفًتَانِ حتى إنْ نظرْتَ وَجَدْتَهَــــــا *** لعْسَاءَ من بَعْضِ الرَّحيقِ تُبَلَّـــــلُ
ولئنْ لثَمْتَ الثَّغرَ تلقى رُضَابَــــــهُ *** كالشَّهدِ يُرْفَدُ بالعبيرِ وسَلْسَــــــــلُ
يا ساحرَ العينينِ دعني لم أجـــــــدْ *** من نظرةٍ عجلى تجيء وترحَـــلُ
جَعَلَتْ فؤادي باكياً مُتَوَسِّـــــــــــلاً *** لا يَرْعوِي أبداً بها يتأمَّـــــــــــــلُ
قُلْ للعيون الفاتراتِ تلطُّفــــــــــــا *** دعنِي لَعَلَك إنْ أمِنتَ سَتُخْــــــــذَلُ
شتَّانَ ما بينَ الحقيقَةِ والــــــــرُّؤى *** إنْ أنتَ في عرشِ الجمالِ سَتُحْمَلُ
حَكِّمْ ضميرَكَ في الأمور ولا تُرِي *** إلاَّ الحقيقةِ ما تقولُ وتفعـــــــــــلُ
واجعل رعاكَ اللهُ حكمكَ عـــــادلا *** لا شكَّ أنكَ إنْ حكمتَ ستعــــــدِلُ
وبكلِّ بابٍ إنْ وَلجْتَ فكن بِــــــــهِ *** سهلا بذلكَ كي يهونُ المُدخَــــــلُ
ما كلُّ صَعْبٍ أنْ أرَدْتَ نِـزَالَـــــهُ *** سَهلا ولكنْ بالوَدَاعةِ يَسْهُـــــــــلُ
واربأ بنفسكَ لا تجادلْ أحمقــــــــا *** بالرِّفْقِ يألفُ من بِحِلْمِكَ يَجْهَــــلُ
فالبعضُ أفعى قد يَنَالُكَ سُمِّهَــــــــا *** تَغْشَى الوَريدَ وسُمُّها يَتغلغَـــــــلُ
كالحَيَّةِ الرَّبْداءَ إنْ هيَ لامَسَــــــتْ *** رَقَّتْ وإنْ لدَغَتْ تُميتُ وتَقْتُــــــلُ
يا أنتِ كوني كالرَّحِيقِ نَـــــــــداوةً *** لا تَزْعُمِي فيكِ الجَمَالُ الأكْمَـــــلُ
جُودي بِرَوْحٍ كالندى بطَــــــــرَاوَةٍ *** في كُلِّ صُبحٍ بالنسائمِ يُحْمَــــــــلُ
وخذي بعطفِك كلّ ما مَلَكَتْ يَـــدي *** لا تسأليني ما لمثلي يُسْــــــــــــألَ
وإذا نَطَقْتِي كانَ نُطْقُكِ حِطَّـــــــــةً *** وبِرِقّةِ الأزْهارِ أنتِ الأجْمَـــــــــلُ
وبغيرِ هذا قد تظلِّي عالــــــــــــــةً *** بينَ النساءِ وَمَنْ سِوَاكِ الأفْضَــــلُ
إنِّي عذرتكِ إذْ أراكِ تولولـــــــــي *** والكلُّ إنْ سَخِطَ الزمانُ يولْـــــوِلُ
وأنا أراني في الهوان مسافــــــراً *** مالتْ بيَ الدنيا وحظَّكِ أميــــــــلُ
الدكتور الشاعر محمد القصاص – الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق