الخميس، 15 نوفمبر 2018

مجلة ملتقى الشعراء والادباء // غزة هاشم // بقلم المتالق محمد حيدر الزيدي

غزّة هاشم

لِغزّةَ تهفو قلوبُ الأباةِ
وتهفو لِفجرٍ بهيٍّ دنا

فنمضي على بارقاتِ السحابِ
إلى هاشميٍّ رهيفِ القنا

مشى يوسُفيًّا بعيدَ المنالِ
فَقُدَّ القميصُ وما أذعنا

ففي كلّ بئرٍ يؤولُ الظلامُ
صباحًا رغيدًا جميلَ السنا

وفي كلّ صبحٍ يموتُ الهزيعُ
ويرقى الهزارُ إلى المنحنى

ويطفو العبيرُ على كلّ ثغرٍ
كأنّ الشعارَ غدا سوسنا

كميٌّ أبيٌّ نخيٌّ شجاعٌ
يُطلُّ غلالًا خصيبَ الجنى

ففي مقلتيهِ بريقُ النجومِ
وفي وجنتيهِ غِمارُ المُنى

وفي راحتيهِ طحينُ الجياعِ
وفي ساعديهِ سطا مجدنا

وفي حاجبيهِ يطوفُ الرحيقُ
فإيهٍ لآيٍ سجى فاتنا

وإيهٍ لنصرٍ يجولُ فصولًا
على معصميهِ يُزيلُ الخنا

زئيرُ الأسودِ يدلُّ عليهِ
هديلُ الحمامِ وكلّ الدنا

وجيبُ الفؤادِ وخفقُ العروقِ
يُوَشِّيهِ في الخافقينِ غِنا

فيا مُقلةً ما حواها الزمانُ
تطيفُ شذًى سرمديًّا بنا

ألا فاسْكُبيني قِداحًا وجمْرًا
ألا فارْسُميني هوًى مُعْلَنا

ألا فانْشُريني وِشاحًا لِهُدْبٍ
ألا فاصْنعيني لكِ مَسْكنا

محمد حيدر الزيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق