قولي ما شئتي
و افعلي ما شئتي
واتركِ لي بعض من ما شئتي
أرسمه أنا بريشة الليل
أرسمه قمرا
و نجما وبعض غيمات الخريف
وأفتح له ابوب الصّبح ..
أليس الصّبحُ بقريب...
قولي ما شئتي
في أشعارك
في موسقاك
أرسمي سُرْيالِيتُكِ
أرسمي لوحتك
على قماش الطيور..
كيف ما شئتي
و متى ما شئتي
اكتبي أخر وصياكِ
على نعشكِ
إن قادمون
من شتاتنا، من غربتنا، من ماضينا،من وهننا
إن قادمون
نحمل أغصان الزيتون، نحمل دفاتر جرائمكم
في جنين، ودير ياسين والقدس بنواحيها
نحمل دفاتير جرائمكم
في صبرا، وشتيلا، وحيفا، ويافا،
أيّها الأوغادُ
إن قادمون من قبورنا
نحمل على أكتافنا
إرث داوود
فقولي ما شئتي، واعملي ماشئتي، ولا تتركِ مُتعتك
الأخيرة.. للغد
فقد لا يأتي، عليكِ الصّبح،
فلا تترك خبزك، المحمص للغد
لا تترك قهوتكِ،
وجهكِ ..
بكائكِ ..
على حائط، المبكى للغد
فقد لا يأتي، عليكِ الصُبح..
فالقدس قدسنا
قادمون.. من بطن مغربنا، الكبير بدمائنا
بيقيننا، بحجارتنا، فلا تترك حلمك
للغد...
فقد لا يأتي عليك
الصّبح ..
بريحنا ، بروحنا، بأشلائنا،
قادمون بأطفالنا
فانتظرنا يا عصفور
الحرم..على بوابة اللقاء
وافتح ذراعك ..
وافتح شراعك ..
وافتح صدرك
كطفل كبير يعشق هتافانا ..
يعشق دمائنا
يعشق عشقنا
لأرضك ..
لهوائك ..
لفجرك ..
أنفض عن كتفيك
رصاص الحزن، ترجل عن ظلك
خذ بيد دمعك، اغسل وجه، صخرة الأقصى
حاور حوارك
المسجون في قذيفتك
تحت قدميك
كن شجاعا واهزم خوفك
واهزم هزيمتك
كن عنيدا مع نفسك
واترك الأوغاد
تقول ماتشاءْ
فلا يكون إلا ماأرد
الله وشاءْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق