*******
هلّ هلالك يا رمضان
يا شهر الصّيام و القيام
حللت أهلا و نزلت سهلا
نوٍّرت الدنيا و الخيام
كرّمك الله سبحانه و تعالى
و فضّلك عن شهور العام
أنزل فيك القرآن و الفرقان
وأراح صدورنا من الأوهام
يا أعظم الشهور شأنا
نسائمك أطيب الأنسام
طهّرتنا من جميع الأدران
بعدما كانت تملأ الأجسام
أنت كفّارة عن بعض الذّنوب
و تبقى الكبائر العظام
غزوة بدر الكبرى تاريخنا
رفعت فيها قدرنا و المقام
كلّك رحمة يا شهر الرحمة
أخبرنا عنك نبيّنا عليه السّلام
سيّدنا محمّد نور قلوبنا
هو خير الخلق خير الأنام
خير الورى و مصباح الدجي
أحبته النّاس و الأقوام
نصومك إيمانا و إحتسابا
يا رابع أركان الإسلام
تجوع البطون و تشبع النّفوس
و فيك كثير من الأنعام
الحمد لله سبحانه و تعالى
لما فرض علينا من أحكام
نحمدك اللهم دائما أبدا
و كلّما رفّ الطير الحمام
نحن نرضى بالقضاء و القدر
و نسلّم به التّسليم التّام
الإمتناع عن الطعام و الشراب
ليس هو فحوى الصيام
لم نرتكب المحرّمات سهوا
و ننزلق في الارتكاب الآثام ؟
لم خواء البطون نهارا
تقابلها ليلا موائد الحرام ؟
نميمة و فجور و قمار
حتّى طلوع الفّجر البسّام
ما فائدة ان نقيم اللّيل لهوا
و نقضي طول النّهار نيام ؟
أين تعاليم ديننا الحنيف
أين هي مبادئ الكرام ؟
أانقلبت الدنيا على رأسها
وأصبح المرغوب هو الحرام ؟
أنهرب من العيش في النّور
و نهرع إلى التعثّر في الظّلام
أوّلك رحمة أوسطك مغفرة
و عتق من النّار في الختام
ما أطيب أيّامك المعدودة
طوبى لمن اغتنم هذه الأيام !
في تلاوة القرآن الكريم
و كفّ عن فحش الكلام
نصومك فنجزى خير جزاء
و نشفى من العلل و الأسقام
هو الخير متأصّل فينا
و ما ينقصنا هوّ النّظام
صفّ اللهم نفوسنا و قلوبنا
كما تصفّي السّماء من الغمام
ربّنا آتنا في رمضان صبرا
أكبر من كل الأحجام
و انفعنا ببركة الصوم رزقا
إنّنا نسألك الخير يا علاّم
فيض المداد أغدق المدى
و لم تف حقّك الأقلام
كيف تغادرنا و قد آنسنا بك
و طاب لنا في رحابك المقام
رمضان لا تمضي مسرعا
أ يا ترى ألقاك بعد عام ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق