مِنْ حِمْصَ جِئتُ على أوتارِ قافيَةٍ
كأنَّ قلـبيْ هـوى الجُّـولانِ يعتَنِـقُ
مَـرَرْتُ بالشّامِ فاثَّـاقلْـتُ مِنْ ألَـقٍ
لقـد تمـسَّكَ فـي أعطـافِـيَ الألَـقُ
خرجْتُ منها يساريْ غوطَـةٌ أمـلاً
وفـي يـمـينـيَ مِـنْ بشَّـارِها فَلَـقُ
فاسْتقْبلَـتْنيْ صَبَا الجُّولانِ عابِقَـةً
كـأنَّ فيـها قُلـوبُ النّاسِ تحـتـرِقُ
واسْكنـتْنـيْ جُفـونَـاً مِنْ قُنـيْطِـرَةٍ
وأمَّـنـتْنيْ على تكْحيـلِها الحَـدَقُ
وغازلَتْنيْ وهلْ في الحُبِّ سالِكَةٌ
إلى فؤادي كما مِنْ وَحْيكِ الطُّرُقُ
نُجْلٌ توَضَّـأَ في إصباحِـها شَجَـرٌ
ومَـرَّ في رمْـشِها مُـزْرَوْرِقٌ لَـبِـقُ
فجاءتْ الآيَـةُ الشَّـهلاءُ قـارئـةً
لونَ الحضاراتِ لا خُضْرٌ و لا زُرُقُ
فواتِـحٌ عَصْـرَ مَنْ في قلْبِهمْ نَظَـرٌ
إلى السّماواتِ أجدادي بها نَطقوا
هُنا خُلاصاتُ أرقـى النّاسِ مَنْزِلَـةً
هُنا الذّينَ على ما عاهدوا صَدَقوا
هُـنا مـلائكةُ الرّحمـنِ سـاجِـدَةٌ
إلى الذّيـنَ لغيـرِ العِـزِّ مـا خُلِـقوا
أمَـا رأيْـتَ على الأشجارِ أفْئـدَةً؟
في ظِلِّها جلَسوا مِنْ ها هُنا بَرَقوا
وبعضُهمْ في أحاسيسِ الرِّجالِ غَدٌ
وبعضُهـمْ فخْـرُ أرحـامٍ ومُنْطَـلَـقُ
فانظُرْ إلى الشَّرْقِ أهْلَ اللّهِ مُنْتَظِرَاً
هـذي نسـائـمُهـمْ مـا أخْطـأَ الحَبَـقُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق