يا طارِقَ البابَ هـــَلْ جِئتَ تُؤانِسَني
بضيقِ حالي غَرِقتَ في مُواساتي
أم جِئتَ تَعبَثُ مَسرورٌ تُجامِلُني
بِكَمِّ حُزنِكَ تَستَعطِفْ مُجاراتي
أم جِئتَ تَشفَعُ لي في حالَتي قَدَري
برَفعِ ضائِقَةِ الأيّامُ عَن ذاتي
أَمْ جِئتَ تَسْحَقُ ما قَد ذُقتُ مِنَ ألَمٍ
ببَعضِ ودِّكَ كَي أنسى مُعاناتي
أو جِئتَ تَطرِقُ أحشائي المُمَزَّقَةُ
بخُلبِ هَجرِكَ تَفليلي جِراحاتي
لما أتَيتَ إلى الأشجانِ توقِظُها
هَل جِئتَ تَقتُلَ في الأنفاسِ أنّاتِ
أم جِئتَ تُشعِلُ للأحزانِ مَوقِدُها
بِنارِ وصلِكَ كَي تُحيِّ عَذاباتي
أو جِئتَ تَسألُني بصُحبَةٍ رَحَلَت
رِفقاً فإنّ بحَجمِ الكَونِ آهاتِ
لَقد قَفَلتُ لبابِ القَلبِ مَدخَلُهُ
مُذ أطفأ اللَيلُ انوارِ البَهيجاتِ
وحِرتُ أجْمَعُ مِن أيّامي أجْمَلُها
بعَزمِ ذاكِرَتي مِنَ حُلوِ أوقات
فَقَد جَمَعتُ مِنَ الأصبارِ أعظَمُها
بالصَّبرِ تُشرِقُ غاياتي الجَليلاتِ ِ
يا طارِقَ البابَ خِفِ العَزمَ رُحماكَ
ما ضَلَّ بالدّارِ مَنْ يَسمَع مُناجاتي
بقَلَمي ــ فريد سلمان الصفدي
الأُردُن ـــ الأزرق الشمالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق