الأنانية وحب الذات والإفراط
أنانيتنا المقيتة وأنانية أولي أمورنا خاصة جعلت النخبة المضيئة من علمائنا يهجرون وطننا لخدمة نهضة بلدان غيرنا، زيادة على وضع الغير مناسب في المكان الذي يتطلب المناسب، والعبث في ذلك المكان بلا مراقب ولا محاسب، وبذلك ورغم أنوفنا وضعوا الحجر في طريق تقدمنا، ولندفع تبعا لذلك تأخر قرن عن بقية الأمم، وليتنا نعيش اليوم في عهد الأخوين رايت لذلك أقول:
حب التملك حاجات سجية °°°°°°°°°°°°° قد ألهمــــــها العبدَ ربُّ البـريَّة
وحب الذوات بــها مــطلب°°°°°°°°°°°°° إلــيها حنــــين النـفوس السـويَّة
حاجات النضال لمســـتقبل °°°°°°°°°°°°°بها تســــــــــــتقر الحياة الهنـيَّة
إذا زاد عن حد ذاك غــــدا°°°°°°°°°°°°°جنون العصـاب ومســـخ الهويَّة
إذا لم تهــــــــــذبها تربية °°°°°°°°°°°°° فسجل على النفس موت الرويـَّة
أنانية النفس ســم زعاف °°°°°°°°°°°°°بسهم يصيب النهى والحميـــَّـــــة
°°°°°°°°°°°°°°°°°
إذا ما استبدت بنفس الضعيف°°°°°°° كبـــا وتردى وأضــــحى ضحيـة
تضيق به الأرض بما وسعت°°°°°°° تصيب الجنـون الحـــــجا بالأذيـة
فما ساد شخـص الأذى طبعه °°°°°°° بلا ورع والســـــــــــجايا السـوية
ومن منبري المتواضع أدعـو°°°°°°°لحفظ الأنـا من دروب الأســــــــية
سلام عليك أخــــــانا الخلوق°°°°°°°وسحقا لمن قـــــــــد هوتــــه الدنيـة
أنانية النفس إن قدحــــــــت°°°°°°°زنـــــــاد التعالي فـــــــــتلك البـــليــة
حب التملك ، وتقديس الذات ،وحب الظهور، وإبراز الشخصية، وحب الزعامة والقيادة، وروح العصابة، هي سجايا فطرية ، أودعها الله سبحانه وتعالى في خلقه من أجل مواجهة مطالب الحياة،وهي في حالتها الطبيعية العادية من نعم الله ومننه ،كيف لا وهي عوامل تحريض، كلها تحث وتستنهض الهمم على السعي والجد والكفاح من أجل الوصول إلى تحقيق أمل الإنسان في حياة أفضل، أوعلى الأقل تحقيق القدر الكافي من الأمل، حسب درجات متفاوتة من الاستعدادات البدنية والذهنية والنفسية المتاحة، والتي تساعد على تحقيق الرغبات والميول والنوازع الفطرية المذكورة.وقد أفاض علم النفس العام وعلم النفس التربوي في شرح هذه الميول الفطرية، وبين أوجه استغلالها في العمل التربوي، وكيفية تهذيبها وتوجيهها الوجهة الصحيحة المفيدة،حيث إذا زادت هذه عن حدها تنقلب إلى ضدها، وتسبب بذلك أمراضا نفسية عتيلة، منها الأنانية المفرطة والحسد والغيبة والنميمة والنفاق وغيرها .
البعض ممن تخونهم القدرات المذكورة للوصول إلى ما يؤمل، يصابون بمرض ( ليسقط ويفشل الجميع من أجل أن يستوي الماء والخشبة) ، ويكرسون جهودهم من أجل ذلك .
(قال تعالى:فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ( 125 ) سورة الأنعام هي حكمة بالغة ومعجزة علمية
أردت بهذه التذكرة المثال أن أشير إلى هذه الظاهرة الطبيعية التي اكتشفها العلم بعد ان بينها كلام الله في القرآن الكريم ونومئ إليها في وضع آخر مصطنع ودخيل على الجبلة والعرف يسببه الإنسان لنفسه بالاشتغال بما ئؤلم ويكدر. ومنه ليس الكفار ممن ضلوا هم وحدهم الذين تضيق صدورهم وتتقطع أنفاسهم. ففي وطننا العربي ومع بعض أفراده نجد صدورهم تضيق، وأنفاسهم تكاد تكتم، ويعانون الألم والضيق والحيرة، فقط لأنهم يرون تفوقا ما حققه غيرهم،ونجاحا ما كلل جهود آخرين، رغم أن ذلك التفوق وذاك النجاح يصب في رفعة أمتهم وفائدة مجتمعاتهم ، وبدل أن يكون ذلك حافزا لهم لمضاعفة الجهد من أجل اللحاق بالمتفوقين الناجحين، ولم لا التفوق عليهم وتحقيق الأفضل والأفيد بالتنافس الإيجابي والتعاون والتكامل .بدل كل ذلك نراهم يعملون منشغلين بنصب الفخاخ، والعمل بكل ما استطاعوا على عرقلة وإفساد كل مسعى فيه الصلاح والخير.
في العالم (وفي الغالب)نرى بدل ما ذكر التعاون والتكامل يسود المجتمعات فيرقيها ويرفع من شأنها،ما كانت الشركات العملاقة في الغرب والشرق أن تنهض وأن تحقق المعجزات إلا بالتعاون ونبذ الأنانية وحب الذات والمساهمة المخلصة في عملية النهوض.( شركات فورد ،ماكدونالد دوغلاس، بوينغ، مرسداس بانز، ج م س، ميتسوبيشي،صوني، صانيو. رونو ،بيجو ،والمصانع العملاقة في شتى الاختصاصات والمهارات ،وشركات الطبع والنشر ووسائل الإعلام والاتصال والثقافة، والمؤسسات التربوية والصحية، والمجمعات الفلاحية ومئات من الشركات نهضت بالتعاون الحقيقي والإخلاص) وكان من بين مطوريها العلماء العرب الذين لم يجدو في أوطانهم من يهمه التقدم والرقي فهاجر للبلدان التي تقدس المعرفة وبها تصل ‘إلى الرقي كمثال نورد خبر تعيين العالم الجزائري البروفيسور نور الدين مليكشي سفيرا للنازا والولايات المتحدة في كوكب المريخ نظرا لبحوثه واكتشافاته ومساهماته الأساسية في إرسال مركبة للمريخ بنجاح.ولا ننسى أن هذه المؤسسات الأجنبية تصاب بالأنانية عندما تلامس أطرافنا، وتصيبها العدوى عندما تتعامل معنا؟...لغرض في نفسها هدفه الإبقاء علينا مستهلكين غير منتجين، وبقرة حلوب ضرعها مليء ،بينما عندنا وبيننا (إلا من رحم ربك ) فقط يصاب الشخص المادي أو المعنوي بالفدّة وضيق النفس ، لما يلاحظ بعض النجاح حققه غيره والعياذ بالله من شر ما خلق. ثم نبقى حيارى نتساءل في بله :لماذا تأخرنا وتقدم غيرنا؟. ندعو الله الرشاد والسداد لكل الناس، مع سعة الصدر ومنعش الأنفاس.وللعياذ بالله من شر ما خلق، نقرأ معا سورة الفلق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق