كفى حنينا فكم كابدت أشواقا
أبعد هذا اللظى مازلت مشتاقا؟
كفكف دموعك فالأحباب قد رحلوا
لم يتركوا غير هذا الدمع دفاقا
لو كان للقلب يا مشتاق أجنحة
لطار واستبق الأرياح إذ تاقا
لكن جناحه ما عادت محلقة
والريح حوله لم تسعفه إطلاقا
ماذا ترجي إذن ؟ لا عطر تسكبه
على المسارب ، لا بستان قد راقا
تلك الخمائل ما عادت مظللة
والماء ما عاد يروي الفيء رقراقا
كأنما الطير ما غنى على فنن
ولا الحنين روى قلبا وأعماقا
أهكذا العمر يمضي كله أسف
وكنت للشدو والألحان سباقا ؟
كفكف دموعك فالأيام فانية
وأنت ضيعتها دمعا وإشفاقا
عسى ربيع لنا ولت مباهجه
يعود محتفلا بالفيء إشراقا !
بالأمس كنت هزارا في خمائله
غنى فهيج في الأضلاع أشواقا
كانت أهازيجه بالشوق مفعمة
وكان للشدو في الأسحار سباقا
يا ضيعة العمر قد ضاعت مباهجه
أما كفى الخافق المحزون ما لاقى؟
حزن تخثر في الأضلاع من زمن
ولوعة ونوى زادته إرهاقا
سلامنا يا خميلا هاج لوعتنا
سلامنا لك ، ما أنعشت أعماقا
سلامنا من شذا الأضلاع نرسله
إليك ، رفرف فيه العطر خفاقا
فقد نعود ولا أحزان تزعجنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق