..... تَكَلَّمَ القَمَرْ .....
هُناكَ ياحبيْبتيْ سَيُولَدُ القَمَرْ ... يُبَدِّلُ النُّفوسَ لا كريمةً ..
والأرضَ غَيرَ الأرضِ .. ويَفرحُ البَشَرْ ..
ستُعتَلَى مآذِنُ التَّوحيدِ في أمِّ القُرى ..
وتُقرَعُ الأجراسُ في مدينَةِ السّلامْ ...ويُورقُ الإنسانُ والشَّجرْ
سَيرتَقيْ أطفالُنا النّاجونَ مِنْ ذَبّاحِهِمْ .. سَلالِمَ السَّماءْ ..
وينظرونَ للجَّنوبْ ... لِنَسْمَةِ القضاءِ والقَدَرْ ..
* * *
سَتَنْتخيْ مِنْ شُرفَتي عَصائبٌ ..
..ترافِقُ الشَّهيدْ .. لِجَنَّةِ الرُّجوعِ مِنْ سَفَرْ
وأستعيدُ جَعفراً وأُخرِجُ الرَّصاصَ مِنْ فؤادِهِ ..
.. وفي الشّمالِ والجَّنوبْ ..سأنشُرُ الخَبَرْ ...
لِتَضحكَ القبورُ بالماسِ والدُّررْ
وتَقرأَ العادِياتِ و الضُّحى بَكَّاءةُ الحَجَرْ
* * *
سَيُشرِقُ النّهارُ يا حَبيبَتيْ .. مُقَبِّلاً مِنْ كُوَّةِ المِفتاحِ أهلَ قَريَتيْ
ويأخُذُ الجَّميعَ لِلحَصادْ ..بِمِنْجَلِ السَّلامِ في الجِّهادْ ..
ومِدفَعِ النَّدى .. وأنزويْ و وَحدَتِيْ أُرَتِّبُ الصُّوَرْ
فليسَ مِنْ دواعِشٍ تُكَفِّرُ العِبادْ...وليسَ في البلادِ لِلبَغيِ مِنْ أثَرْ
* * *
في الغَربِ يا حَبيبَتيْ ستختفيْ صِناعةُ الشّموسْ ..
ويكتُبُ التّاريخَ بعدَ (فُوكَياهُمُو) مَصانِعُ الهَمَرْ
أرى على المُحيط --والمَدُّ في السُّرَرْ -- ذُبالَةً تَنوسْ
فالنِّفطُ فَيْلسوفُهُمْ .. و (بِيرِسْ ) النَّصيحْ ..
و (يَهْوى) ياحبيبتيْ قد أظْهَرَ المَسيحْ ..
وعادَ عَرشُ رَبِّنا مِنْ جَنَّةِ القُدُّوسِ في الدُّعاءْ .. لِلشَّرقِ و انتصرْ
وفاضَتِ الضُّروعُ مَهْدَويَّةً ... مِنْ أقصَرِ السُّورْ
فَغَرِّديْ و (الرُّومْ )...و وارِثَ السَّماءِ في نِهايَةِ (الزُّمَرْ )
..بهكذا أحبَّتِيْ تَكلَّمَ القَمَرْ ...
فأوِّلُوا قَصيدَتي .. و كُلُّكُمْ نَظَرْ .
* * *
-- جَعفرٌ : وَلَديْ الشَّهيدُ ..
--العادياتُ و الضُّحى : مِنْ قِصارِ السُّورِ في القُرآنِ الكريم
-- السُّرَرُ : اللّيلةُ الأُولى من الشّهرِ القمَريْ
-- فوكوياما : الفيلسوفُ الذي كتَبَ (نهايةَ العالَم)
وفي هذه النظريَّةِ تحجيمٌ لحضارةِ الحَربِ الأمريكيَّةِ . فما أخذوا بها ..وأوعزوا إلى كِبارِ سياسيِّيهم فجاءوا بنظريَّةِ (صِدامِ الحَضَاراتِ) التّي تُبرِّرُ لهمُ الفوضى الخلَّاقةَ بِلُغَةِ السِّلاح ..
-- بِيرسْ : جونْ بيرسْ ..وهو فيلسوفُ النَّفعيَّةِ الأمريكيّةِ .
-- الرُّومُ والزُّمَرُ : سُورتانِ من القُرآنِ الكريمِ
الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٧/١١/٧م