(أمي) بحر العطاء
أخَذَ الهَوى بِمَجامِعِ ﺍﻷَﻟﺒﺎﺏِ
لكَريمَةٍ تُعْطي بِغَيْرِ حِسابِ
حَمَلَتْ هُمومي في النَّوائبِ والأسى
ﻭَﺑَﻜَﺖ ﻭَﺣُﺰﻥُ الأُمِّ ﺷَﺮُّ ﻣُﺼﺎبِ
مِنّي ﺇﻟﻰ نَبْعِ الحَنانِ ﺗَﺤِﻴَّﺔٌ
في عيدها عَبَقَتْ مِنَ الأطْيابِ
مِنْ أجْمَلِ الأعْيادِ يَبْقى عيدُها
فَهُوَ الرَّبيعُ بِحُسْنِهِ الخَلاّبِ
في كُلِّ يَوْمٍ عيدُها في دينِنا
أمْرُ الإلهِ مُسَبِّبُ الأسْبابِ
قَلْبي عَلى وَلِدي تُرَدِّدُ قَوْلَها
قَلَقٌ يُساوِرُها بِطولُ غِيابي
تُعْطي بِلا كَلَلٍ فَلا تَرْجو بِهِ
ﺷُﻜﺮﺍً وَلا تَسْعى ﻟِﻨَﻴﻞِ ﺛَﻮﺍﺏِ
فَلَكَمْ قَرَأتُ مِنَ العُيونِ مُرادَها
عَيْناكِ أُمّي مَرْجِعي وَكِتابي
حَمْلٌ وَإرضاعٌ وَحُسْنُ رِعايَةٍ
بَحْرُ العَطاءِ تُثيرُ لِلأعْجابِ
سَهِرَتْ لَيالي عُمْرها لِرِعايَتي
وَتُحيطُني بالجَفْنِ وَالأهْدابِ
فَلإنْ قَضَيْتُ العُمْرَ أوفي حَقَّها
لاحْتَجْتُ آلافاً مِنَ الأحْقابِ
ﻻ ﺍﻟﻤَﺪْﺡُ يُغْريها ﻭَﻻ تَصْبو لَهُ
تُرْضي الجَميعَ بِحِكْمَةٍ وَصوابِ
ما هَمَّها مَهْما أتَوْا بِمَلامَةٍ
ﻣِﻦْ ﺷﺎﻧِﺊٍ وَمُنافِقٍ ﻭَﻣُﺤﺎﺑﻲ
أسَفي عَلَيْها إنْ تُغادِرَ عَيْشَنا
ﺳَﻔَﺮٌ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺪُﻧﻴﺎ ﺑِﻐَﻴﺮِ ﺇِﻳﺎﺏِ
فَلَئِنْ تَغيبَ عَنِ الحَياةِ بِذِكْرِها
أدْمَتْ قُلوبَ الأَهْلِ ﻭَﺍﻷَﺣْﺒﺎﺏِ
فَسَألْتُ رَبّي أنْ يُطيلَ بِعُمْرِها
هِيَ كُلُّ آمالي ﻭَﺧَﻴﺮُ ﺻِﺤﺎﺑﻲ
م.بكري دباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق