صَغيرُ الوردِ مِنْ فَرحيْ كَبيرُ
لِضِحكَةِ طِفْلتيْ أملاً أطيرُ
تُكلِّمُنيْ بِلَهجَةِ طَوطَمِيٍّ
بِصوتٍ قد يُوشْوِشُ أو يَثورُ
تَمُدُّ يَداً تُطالِبُ بارتجالٍ
تُزقْزِقُ أو تُحَوِّمُ أو تَدورُ
هيَ مِنْ وحيِ وجهيْ في اتِّحادٍ
فَغَمزَةُ خدِّها وَجعٌ صَغيرُ
ولا تَرضَى سِوى بالوردِ زاهٍ
تجافى الغيمُ أو سالَ الغديرُ
لِتنقُلَنيْ مِنَ التَّقْطيبِ وجهاً
إلى عَبَـثٍ وتَنـبسِطُ الأُمورُ
وفي حالاتِ ما أشرقْتُ شِعراً
يصيرُ بِخدِّها السَّطرُ الأخيرُ
فخاتِمتيْ بعينَيْها استنامتْ
وأُوقِـظُها إذا فَـرحِيْ كبـيرُ
لأجـعلَـها لقافيَـتيْ رَويَّـاً
وما مِنها بأحواضيْ كثيرُ
وكلٌّ بالبَراءةِ ذُو ضُميرٍ
وما بِالـوردِ إلّاها ضَـمـيرُ
فنورٌ فوقَ نَوّارٍ كلاميْ
ومعنى الوردِ نَوّارٌ و نُورُ
وسُوريّا كما بَلَديْ وأُمِّيْ
سَماءُ الاسمِ لِلمَـعنَى يُـشيرُ
عَزيزةُ أهلِها في الرَّوضِ خَدّاً
ونـظْـرتُها حُـوارِّيُـونَ حُـورُ
كمـا بَلَـديْ مـلائـكةٌ إنـاثٌ
وعَـفْوَ الـرَّبِّ أملاكٌ ذُكورُ
تَمشَّ في الشَّوارعِ كُلَّ عَصرٍ
تَرَ الفِردوسَ عاريَةً تَسيرُ
فهذيْ قَصَّرتْ لِلحُبِّ ثَوباً
وتِلكَ بطولِها يَحلو القَصيرُ
وماذا يَفعلُ الشُّعراءُ مِثْلي
إذا عَـبَرَ الغَـزالُ ويَسْـتديرُ
يُمزِّقُ ثوبَ عِفَّتهِ ويدنو؟
إذا ما آنَسَ الظَّبيُ النَّـفورُ
أتَـغـفِرُ راحَـتاهُ وكلُّ نـارٍ
بها مُستودعُ الرَّجوى يَفورُ ؟
أمِ الأنْـجى ؟ فِرارٌ مِنْ عَذابٍ
يُـأجِّـلُ حُكْـمَهُ رَبٌّ غَـفـورُ
سـؤالٌ ؟ لِلَّذينَ كما فؤاديْ
يَطـيرُ بِحَيْـثما المِيدِيْ تَطيرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق