ما طاب َجرحي ولا خفتْ معــــاناتي
واستنزفتْ مِـنْ همـومِ الحبِّ أبياتي
ما عادَ في العمرِ شيءٌ كي أسرَّ بهِ
ينتابُني الحــــزنُ فـي كـلِّ التفاتاتي
عامانِ في الحبِّ لا وصلٌ ولا أمــلٌ
أطـــوي الــدُّروبَ وأجترُّ انتظاراتي
سفينتي تحملُ الأحـــــزانَ ما فتئتْ
تعــدو البحارَ عـلى صمتِ المتاهاتِ
أمضي وحــــيداً بـلا بيتٍ ولا وطنٍ
عيناكِ بيتي وحـــلمي واجتراحــاتي
قلبي تداعى أنا المذبوحُ مِـنْ زمنٍ
فمـــنْ يُلمـلمُنِي بعــــــدَ انشطاراتي
ويقهــــرُ الهمُّ أفراحــي ويقتلُهُــــا
يا همُّ رفقـــاً فمــا عــــادتْ مسراتي
لا النَّارُ تخمدُ لا صبري يطـاوعني
لا القلبُ يهـدأُ أو ينسى جراحـــــاتي
إنِّي عشقتُكِ والأشــــواقُ تَسْكُبُني
فيورقُ الدَّمــعُ بـركــــــاناً بآهــــاتي
عَمَّدتُ اسمَكِ في نبضي وقــــافيتي
وعندَ عينيكِ قـدْ ماتتُ مناجــــــاتي
خبأتُ دمعـــي وراءَ العينِ مبتسمـاً
خوفَ الوشاةِ ومِنْ شَمْتِ العداواتِ
أمشي ومالي سوى الآهاتِ صاحبةٌ
كالطّفلِ أمضي بأحـــلامي البريئاتِ
محطمٌ أنا والأشجـــــانُ تسْـــــكنُني
ممزّقٌ أنا فـي عمـــقِ انكســاراتي
ما عـانقَ النُّورُ يوماً بابَ نافـــذتي
ولا استراحتْ على زهرٍ فراشـاتي
لـــو كــــانَ للحـبِّ قبرٌ كنتُ أدفنُهُ
كيمــــا أعيشَ بـلا حــــزنٍ وأنَّاتي
لو لمْ أكنْ صادقاً في الحبِّ سيِّدتي
ما جئتُ أبحثُ في عينيكِ عنْ ذاتي
لولاكِ ما زهرتي في عطرِها اختنقتْ
ولا تعـــالتْ بكلِّ الكـونِ صرخـاتي
إنِّي بغيرِكِ عمــــرٌ كــــانَ منسحقاً
روحــــــاً يهيمُ بشكٍّ وافتراضـــاتِ
أوفيتِ دينَكِ مِـنْ قلــبي وحـــــرقتِهِ
حتَّى قضى الحلمُ في مهدِ الصّباباتِ
يا ويلتاهُ اســــــتباحَ اليأسُ أمنيتي
وكسَّرَ المــــوجُ مِنْ ظلمٍ شراعاتي
ليبلعَ البحــــرُ آمالـــي التي غرقتْ
ويسحقَ الدَّهــــرُ أزهاري وغاباتي
ومزِّقي القلــبَ أعصابي وأوردتي
وحــــرِّقي مــــا تبقَّى مِنْ قصيداتي
هــذي حــــــروفي كئيباتٌ مبعثرةٌ
يَحْكِينَ مِنْ ألــمٍ يا مــرَّ مأســــاتي
لو كنتِ شاعرةً في حرقتي سلفــاً
لمـــا أتاكِ صـــريخٌ مِـــنْ نداءاتي
أكانَ عندكِ هـــــذا الحـــبُّ تسليةً
أم كـانَ يُحسبُ شيئاً مِنْ تفاهــاتي
كانتْ رســائِلُكِ الغرَّاءُ ســـــاخنةً
ما بالَهــــا اليومَ تُتْرى بافتراءاتي
غرستِ سيفكِ في قلبي وخاصرتي
وتضحكينَ ومـا تَخفى احـتضاراتي
قتلــتِ حُبِّي بــلا ذنبٍ ولا ســـببٍ
ما كانَ جُرْمِي سوى صدقِ انفعالاتي
عيونُكِ السُّـودُ ما أقسى توحُّشَهَا
لـو عاينتْ دمعتي ضجَّتْ بضحكاتِ
وعدتُ أحمـلُ جُـرحي منكِ معتذراً
الذَّنبُ ذنبي فكفِّي عــنْ مـلاماتي
في كلِّ يومٍ وهـذا الشَّوقُ يصلبُني
ويبدأُ النَّزفُ في أنفاسِ شهقـــاتي
ما ضرَّ كفَّكِ لــو يومــاً يُصافحني
لأورقَ الـزَّهرُ مزهــــواً براحـاتي
وأكتمُ النَّاسَ سرِّي كيفَ أخبرهمْ
بأنَّ عشـقي كبيرٌ كالمحيطـــــــاتِ
العمـــــــرُ بينَ يديكِ الآنَ أسكـبهُ
شهداً وإنْ شئتِ ما شحَّتْ سماواتي
وقد أســــامحُ عـنْ عفوٍ ومقدرةٍ
لكنَّمـــا الغــدرُ مِـنْ شرِّ الخطيئاتِ
الحبُّ ديني وايمـــاني ومعتقـدي
إنْ كانَ عندكِ ضربٌ مِنْ خـرافاتي
لو كانَ حبُّك عنْ زيفٍ وعنْ كَذِبٍ
أقــولُ تبًّا لهـــــذا الحــبِّ مـولاتي
.....................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق