الجمعة، 28 ديسمبر 2018

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء //ليس كأحزانك لا تطاق //بقلم المتألق محمد فخري جلبي

ليس كأحزانك لاتطاق ..

ليس الأمر يقتصر فقط على مشاركة أحدهم معك فنجان القهوة أو شطيرة أو مقعد حديقة ولكن تلك الأحاديث البسيطة تكاد تكون هي طوق نجاتك الأخير للحيلولة دون الغرق في مستنقع حزنك اللامعقود الأمال عليه بالجفاف ، فالأشخاص المحيطين بنا أكتفوا من سماع أنينا المقزز بل أن أحزانهم تزيد من مقدار أضرابنا النفسي فنحن بحاجة إلى أشخاص جدد يمكنهم أستيعاب مدى تدهور صحتنا النفسية من خلال الأستماع الأنيق لصراخ مشاعرنا الممزقة . المقصود هنا هو عدم تكرار أخطاءنا السابقة بأغلاق الأبواب والنوافذ وزرع الألغام في ممرات الزوار الجدد لمعارض ألامنا المستمر العرض منذ سنوات عديدة ، فعندما يسألك أحدهم بأمكانية الجلوس بجوارك أو مشاركتك الصحيفة أو بإلقاء نكتة سخيفة على مسامعك فلاتبادره بالردود العربية الشهيرة ( أبتعد عني في الحال ، لست على مايرام ، لاتعلم مابي فلاتقتحم اسوار صمتي ، دعني وشأني ، .... ) فيحصل بأن ذاك الغريب هو من يملك مفاتيح السعادة التي بذلت عمرك وأنت تحاول الحصول عليها بلاجدوى .
كم الغربيون أذكياء بالتعامل مع هذا المفصل الجريء للحياة من خلال التصادم مع أشخاص مختلفين عنهم بكل شيء ، وقد يخيل للبعض بأستحالة مجاراتنا لمناوشات  الشعوب الغربية مع الواقع الكئيب وذلك بسبب أبتذالهم الأخلاقي المتمرد بشكل فج ووقاحة ردود فعلهم وتدني مستوى معيشتهم الأنساني ، ذلك عين الصواب ولنتفق فيما بيننا بأنهم يشبهون الغربان الطليقة في غابات عالمنا الموحش ، أما نحن كالعصافير الزاهية الألوان والشجية الصوت ولكننا داخل الصندوق !! فمن يستمتع بالحياة أكثر ؟؟ هنا يكمن فحوى السؤال المعقد ؟؟

من رواية رسائل من أعماق الأرض ( محمد فخري جلبي ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق