الخميس، 13 ديسمبر 2018

مجلة ملتقى الشعراء والادباء // شظايا // بقلم المتالق محمد علي الشعار

شظايا

إلى يُوسُفيِّ الليلِ قلبَُك قاصدُ
ونجمُك في حُلْمِ السنابلِ ساجدُ
تكسَّرْتَ مِرآةً بألفِ شظيَّةٍ
وأنتَ بإشعاعِ التخيُّلِ واحدُ
تَقفَّيتَ أضلاعَ النخيلِ لواعِجاً
وغيمتُك البيضا لسُقياكَ ناهدُ  
تُحمَّـلُ أسفارُ الغروبِ بسَعْفةٍ
ويمشي إلى الشمسِ الخفيّة واعدُ
تُجيلُ سِراجَ الوحيِ فوقَ بدورهِ
وأفْقُكَ حمّالَ الأهلَّةِ ساعدُ
تقاسمْتَ والسُّحْبَ العَليَّةَ رُؤيةً
وشطراكَ برقٌ في القريضِ وراعدُ
سرقتَ من الرُمّانةِ اليومَ ِ حبَّةً
و خدُّكَ مُحْمَرَّ الأزاهرِ شاهدُ
وللفرقدِ المأموم ِ بعد صلاتنا
دعاءٌ بمِحرابِ القصيدةِ صاعد ُ
توضَأَ بالحِبْرِ الطهورِ يراعُه
وفاضَ بترتيلِ المباهجِ حامدُ
تملَّكتَ لفظَيْ السكونِ بفُرْقَةٍ
ويرفَلُ في نُونِ الوقايةِ ماجدُ
على بَيْدرِ الملهوفِ غنَّت مناجلٌ
وزقزقَ عُصفورٌ و غرَّدَ حاصدُ
نواطيرُ طيرِ الشوقِ أتعبَها الكرى
ورِمشُكَ ما فوقَ الوِسادَةِ صائدُ
شبيهُك مُذْ خاطبْتَ نفسَكَ مَرَّةً
بصمتٍ على ظلِّ الأرائكِ ساهدُ
و ما لذَّ في دنياِ الشِراعِ سِياحةً
بأنّيَ دوماً * للبواصلِ فاقدُ
ومن كان ليلاهُ المطايا و شوطُهُ
يُسارُ بهِ طُوْلَ المدى وهْوَ قاعدُ
يُهَجِّرُني الآنَ القطارُ حقائِباً
و روحيْ معَ الدُّخانِ إثْرَكَ عائدُ
ستُؤمِنُ باللهِ الموائدُ كلُّها
ويأكلُ منها مُطْمَئِنٌ وجاحدُ
تُفتِّشُ عن وَجْهٍ و مَلْمَحِ ساربٍ
تأزَّرَ ناراً و استقتْهُ خرائدُ
ثَمانٍ وعشرونَ البناتُ فهارِساً
ويبقى لحرفٍ لمْ تَجِدْهُ فوائد ُ
تَصوَّفْتَ حينَ الأبجدِيّاتُ ناهزت
سناكَ ويربو في ضِفافِكَ زاهدُ
لمِصباحِكَ السِحْريِّ لَمْسَةُ شاعرٍ
ليَخرُجَ من عُنْقِ الزُّجاجةِ مارِدُ .

محمد علي الشعار

4-12-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق