السبت، 8 ديسمبر 2018

مجلة ملتقى الشعراء والادباء // نكبتي مفتاح ذاكرتي // بقلم المتالق نبيل شاويش

نكبتي مفتاح ذاكرتي
      ..............
سبعون عاماً وفي الشريانِ ذكراكِ
فأنتِ طُهرُ إبراهيم والبوراقِ
تُرابكِ قيثارة وأوتاركِ الإنجيلُ والقرأنِ
إغتصبوكي وذُبحت أطفالاً على يدِ جزارِ
إستَغاثت صَبايا طاهراتٍ بدمعٍ كالشلالِ
أنقذوا عذريتي فأنا الأجراس والأذانِ
حجابي أبيضٌ وثوبُ عرسي غارقٌ في الدماءِ
وشقيقتي مزقوا رحمها بخنجرِ قاتل الأنبياءِ
أطفالٌ تَشردت بلا طعامٍ وثيابِ
ونساء أنجَبتْ على حافةِ الطرقاتِ
هاجرتُ وأطفالي على كتفي وبين أحشائي
والدماءُ تسيل من قدماي كالزعفرانِ
خبأت مفتاح بيتي بصدري واطفأت شمعداني
سأعود اليكي ولن أعيش على ذكراكِ
تجاعيدُ وجهي تروي قصة ألامي وأحزاني
وخيمةٌ إحتوتني كأنها أكفاني
وتكالبَت أممٌ علينا لِنصبِح في العراءِ والشتاتِ
سَبعون عاماً وأبا جهل يقبل النعالِ
الأقصى يناديكم حرروني يا خنازير الدينارِ
سجودكم عاهرات وتسبيحكم دولارِ
فلسطين نكبة محمد وعيسى ويوسف الخحلاني
أنتم نكبة الإسلام على مرِ الزمانِ
شربتم البترول ..وفي رمضان دماء أطفالي
وجعلتم أرض الحجاز للعاهرات والغواني
إذهبوا عني لا اريد عونكم أبداً
فثورتي فجرت الأحجار كالبركاني
والجنين أصبح في الرحم زلزال وإعصار
وصوته رعداً هادراً
كبصمة الإبهامِ
أريد أن أخرج من رَحمك قبل الأوانِ
أنا الأرض أنا الأقصى وخيوط فجر أتي
سأمشي فوق ألامي وجراحي
وأقتلع سنين تشردي ومن طريقي أشواكي
سأخلع ثوب نكبتي وأخوض المنايا
فأنا جذور الليمون والزعتر الخليلي
وأحمل نعشي فوق رأسي وكفني بين ضلوعي
أنا محمد الدرة وجدي صلاح الدينِ
أنا ألأرض وترابك نور جبيني
أنا امواج ثورة على مر السنينِ
أكتبوا على قبري عاشق فلسطيني
سمائكِ صلاتي وترابك محراب جنوني
إن دنى اجلي وواريتموني الثرى
فلملموا عظامي وبالأقصى إدفنوني
سبعون عاماً ثائر فلسطيني.....ثائر فلسطيني....فلسطيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق