لك مـــا بنبض الكــــون مـــــــن خفقــــــانِ
فاسفــحْ شجونك فـــي رحــــى أشجانـــــــي
واحضن طيوف النّـــور راعشـــة السّنـــــا
تحبو علــــــــى هدب الدجـــــى الوسنـــــانِ
لك بـــــــــردُ أندائــي وصفو سرائــــــــري
وعبير أنفاســـــــي ونفـــــــحُ حنـــــــانـــي
خــذْ مــــا تشاء , فقد جلوت لك المنـــــــى
ومـــــــلأت كأســــــــك من رحيق جنــــاني
لك نعميـــاتي هــــــــــاك خمرتهــــــــــا ولا
تحــــــرمْ فـــؤادك من ســـــــــلاف دنــانـي
خــــــــذْ زهـــــــوَ أيامـــي وحلو لذائــــذي
مصَّ الشذى مـــن نسغــــيَ الهتــــــــــــــان
واحلــــــمْ ربيبَ الحسن فـــي ظلِّي كمــــــا
حلم السَّنـــــــا المخمور فــــــي أجفـــانـــي
خـــــــذْ مــــا أجنُّ وما أبينُ ولا تـــــــــــدعْ
كفَّ الذّبـــــــــــول تدبُّ فـــــي بستـــــانـــي
هـــــــذي ابتهـــالاتي إليك فمــــا الّـــــــــذي
عــــن سرِّكَ المخبوء قــــد أكفـــــــانـــــي ؟
أتـــــراك تصبو أم تصدُّ عــن المنــــــــــــى
فلديك خـــــافيتــــــان تصطخبــــــــــــــــــانِ !
قــــالتْ وقـــــالتْ : يا لخيبــة دعوتــــــــي
أيعـــــــافنـــي مـــــن شـــبَّ فــي أحضــاني ؟!
فهتفتَ ملءَ الكـون : ويحكِ فاسمعـــــــــي
فحـــوى الحقيقـــة , واخشعــــي لبيـــانـــــــي
أنــــا في شغاف الكون نفحٌ عاطـــــــــــــــرٌ
قـــــد بـــــاركتــــه لطــــــــــــائف الـــــرحمــنِ
أشرقْتُ بالتوحيد يلهــج خـــــــــــــــــــافقي
فيسيل ظلِّـــــــي فـــــوق كـــــــلِّ مكـــــــــــــانِ
مــــن كـــــوثر التوحيد كأســــــــــــيَ ثرةٌ
شعَّتْ ففــــــاضَ عبيرهـــــــــا الربَّــــــانـــــــي
ولقد سقــــــاني الله عـــــــذبَ نميــــــــــره
ويــــداكِ غيــــرَ المــــــرِّ مـــــــا سقتـــــانـــــي
دنيــــــــايَ مـــــن حجرٍ وقلبــــــــــــيَ نبتةٌ
مـــــا استعذبتْ إلا ثــــــــــرى الإيمـــــــــــــــانِ
لمِّــــي حطـامــك يا حياة فمــــــــــا اشتكتْ
نفســـــي إليك مـــــــــــــــرارة الحرمــــــــــــانِ
فالنفس قــد حمَّتْ وقـــــــــــــد هتك اللظـى
بعد التــــــــــــأمّل هــــــــــــــدأة البركـــــــــــانِ
مَنْ فاضَ ضرعُ الشمسِ في أجفانـــــــــــه
لــــمْ يغـــرِهِ مـــــــا فيكِ مـــــن لمعـــــــــــــــانِ
أنــــــــا يا حيـــــــاة علـــــــــــى ترابك سبِّدٌ
ينداح صــــــوتُ الحقِّ فـــــــــــي شريــــــانـــي
أهــــــواكِ مـــا جافــــــــــى النعيم رغائبي
مــــا كنتُ أســــــــلك ديـــــــــــدن الرهبــــــــانِ
فلكـــم صبوْتُ وكــم سكبْتِ لـــــــــيَ المنى
لكــــــنْ بكـــــــــــأسٍ متـــــــرعِ الخـــــــــــذلانِ
هـل تذكرين " طفولة القلب الّــــــذي
أودى اللظـــــــــــى بنشيده الهيمــــــــــــــــــانِ؟
أونجمـــةً فـــــي قــــاسيون تــــــــــــــألَّقتْ
فغزلْتُ مـــــن ومضاتهــــــــا ألحــــــــــانــــــــي
والليلَ فـــــي آفــــاق منبــــــــجَ حاضنــــــاً
غــــــرَّ القوافــــــــي كالعطــــوف الحــــــانـــــي
أهنـــا " الوليد أراق ذوب فـــــــــؤاده
ونعـــــــى , حزينــــاً , غـــــــرَّةَ الإيــــــــــــوانِ
هـــزِّي جذوعَ العمر منبج هــــــــــــل أرى
سيفــــــــــاً تقلَّــده فتـــــــــى حمـــــــــــدانِ؟
أودعْـــتُ خلف الأمس ألف حكــأيــــــــــــةٍ
وطويْتُ في جرحــــــــي رسيس أمـــــــــــــــانِ
أهـــــــواك سنبلــــــةً تــــــــــرفُّ لجائـــــعٍ
ونــــــدىً يسيلُ علــــــــى فـــــــــم الظمـــــــآنِ
وعقيــــــدةً سمحـــــاء يقبر عدلُهـــــــــــــا
ظلــــــــمَ العصور وشرعــــــــــــة الأوثــــــــانِ
أهـــــواك حـــــــــراً فـــــــــــي رنين قيوده
عــزفَ الإبـــــــــــاءُ كرامــــــــة الأوطـــــــــانِ
مـا سرُّ سحرك لو نظرت إلـــــــــــى المدى
إلا سمـــوُّ الله فـــــــــــــــــــــــــي الإنســــــــانِ
عبقتْ جراحـــــــاتي فهـــــــــــــاكِ نديَّهــــا
هــــــــــــاكِ انديــــــــاحَ الفكــــر والوجــــــدانِ
خلعتْ علــــــيَّ الكبريـــــــــــاء إزارهـــــــا
لمَّـــــا نقشتُ حروفهــــــــــــــــــــــا ببنـــــــاني
فعلــــــى شمالـــــــــــي جامحــاتُ عزائمي
وعلــــــــــــــى يميني مشعـــــــلُ القـــــــــــرآنِ
أمضي وفي دربــــــــــــــي يواكبني دمـــي
فعلــــــــــــــى ضفــــــــاف الجــرح ينبوعــــانِ
وطنــــي وأحلامــــــــــــي التي بجراحـــــه
نهــــــــران مــــــــــلءَ الروح ينسكبــــــــــــانِ
وطنــــي إليك أســـــــــــــوق كـلَّ رغيبــــةٍ
بدمـــــــــــــي , وكـــــــــــلَّ نفيســـــةٍ بكيـــاني
الله ثـــــمَّ هـــــــــــــواك ليس سواهمـــــــا
رغـــــــــمَ اقفرار العمــــــــر يزدهــــــــــــــــرانِ
ربَّــــاهُ مـــا قصدت سواك قصــــــــــــائدي
وبغير ذكــــــــــرك مــــــــــــــا بريت لســـــــانـي
قـــالتْ وقلتَ ولـــم يـــــــــــزلْ قولاكمــــــا
فـــــــي حلبـــــــــة التــــــــاريــــــخ يصطرعــانِ
متوقَّدَ النَّظرات ! ترنو مــــــــــــــا الَّـــــذي
عينــــــــــاك خلف الأفـــــــــــــــــــق ترتقبــــانِ؟
بدر حمدوانا بدر
لماذا لا تنسب القصيدة لشاعرها
ردحذف