السبت، 12 مارس 2022

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء ✍️. غَفوةُ...بقلم الأستاذ المتالق والمبدع السيد حسن علي المرعي

... غَفْـوةْ ...

تَنشَّقَ مِنْ عَبيقِ الصَّدرِ رَشْفا إلـى أنْ قَلـبُـهُ بالعِـشقِ خَـفَّـا 

وطـارَ وجُنْحُـهُ قد شَـفَّ ورداً يُـقـبِّـلُ وجْـنَـةً فَـيَـزيـدُ رَفَّـا 

تُـعـتِّـقُ كأسَــهُ مِـرآةُ صَـدرٍ لِكـثْـرةِ مـا تَـغَشَّـاهـا تَخَـفَّـى 
 
كـمـا لـو دُرَّةٌ بِـبَـنـانِ رِيـمٍ وصُـورتُـهُ بهـا تَزدادُ وصـفا 

لهـا وعـدٌ عـلى عَيْنَـيـهِ تَـصفـو ولم يَحـنـثْ لـهـا بـالكـأسِ حَـلْـفـا 

قَـريـبُ العهـدِ بالإيـتـاءِ لـيلاً لِطَرقَـةِ بـابِـها يَـرتاعُ رَجْـفـا 

ويَزدَحِمُ النَّهارُ على حِمـاهـا تُقابِـلُ واحداً و تَصُـدُّ ألْـفا 

تَردُّ الشَّمسَ في إيماءِ طَرفٍ تَعَوَّدَ في الأصيلِ الشُّربَ غَرفا 

وتَنشرِحُ الرِّياحُ بِكلِّ شَيْءٍ إذا فَتَحَتْ لها الشُّباكَ خَلْفا 

فَمِمّا جَدَّلتْ أسْتامُ عِطراً ومِمّا نَشَّرتْ تَجْتاحُ كِتْفا 

ومِمّا شكَّلتْ جَدْلاً و نَشْراً أعَبُّ اثْنَينِ مَكْسوراً و صِرْفا

وتكشِفُ بعضَ ما اختبأتْ ظُنوني
لتـشـربَ كأسَـهُ لـو عَـفَّ نِصـفـا

بنِـصـفِ ثيـابِـهـا ليلى تُمـنِّـي
أزيـدُ توهُّـجـاً وتـزيـدُ كَـشْـفـا 

وليسَ وتَحلِفُ الأيّامُ جُرحـاً سِـوى مـاكانَ بالتَّـقبـيلِ يَـشْـفى 

تُـراوِدُهـا الفُصولُ بِكلِّ بـابٍ فَتمنُحُ ثوبَها وتَغضُّ طَرْفـا 

فقد يَنْشقُّ عنْ زَهْرٍ ربيعٌ وما أحكِي عنِ الرُّمّانِ صَيْفـا؟

و كيفَ يُفرفِطُ الحَبّاتِ زهْواً على وادي الجَنَى والجِنِّ كَيْفَا!

ولا تَشْكو الخريفَ وكيفَ عاثَتْ بِـها أنـواؤهُ قَطْفـاً و قَصفـا 

إذا كانَ الـشِّتـاءُ يلـوذُ فيـها ويَدفَأُ حَيْثُ رأسِـيْ كانَ يَدْفَـى

فـماذا فـاعِـلٌ مَـنْ ليـس يدنـو
إلى قَبَـسٍ على الطُّورَيـنِ زُلفـا

وليــس بـعـائـدٍ إلّا بـنـجـوى
نـبـيـذٍ جَـفَّ والسّـاقـي تَشـفَّى 

بِكلِّ حُـرُوفِهـمْ عَشِـقوا عَليْـها ووحدِيْ مِنْ لَمَاهـا زِدتُ حَرْفـا 

فَكفَّى حَيْثُ فاضَ الحَيُّ ورداً وأوفـى كُلَّ دَيْـنِ الخَـدِّ أوْفَـى 

ومـا أبْـقَـى لأسْـئـلَـتيْ جَـوابـاً سِوى ماكانَ فـوقَ النَّهدِ أغْفَى  

 الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/٢/٢٢م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق