الأربعاء، 9 مارس 2022

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء ✍️..ياليتكٓ لم تعود... بقلم الأستاذ المتالق والمبدع السيد ماجد محمد طلال السوداني

ماجد محمد طلال السوداني
العراق - بغداد
((يا ليتكَ لم تعودْ))
أسمعُ صوت همسَ طيفكَ من قريبٍ
صوت دافء مبحوحاً حزينٌ
من صدى أنينُ شجنِ البكاءِ
تصبحُ نياط قلبي أوتارُ عود
ناي عراقي حزين أليمٌ
كموالِ حزن أهلنا بالجنوبِ
لازلت أنتَ بعيد
ارى صورتكَ كل يومٍ
أعلمُ أنكَ لن تعودَ؟؟
كم تمنيتُ على اللهِ أني لن اعرفكَ
ولن يلمسَ قلبي هوى حبكَ الغريب
أيقنتُ أن قلبكَ لم يعرفْ الحبِ
و لن تعودَ أنتَ كما كنت من جديدٍ؟
عيوني تمتلءُ بصورتكَ رغم أنكَ لم تعودْ
أرى صورتكَ في كلِ مكانٍ
بالسماءِ بين النجومِ
كالبدرِ
على المرآةِ حين أسرحُ شعري
فوق مياهُ الأنهار
مرسومة على الجدرانِ
بين اشعاري على سطورِ الدفاترِ
بين أجملِ كلمات كتبتها عن الغرامِ
مع كل هذا وأنتَ لم تعودْ ؟؟
من صدى أنينُ العاشقينَ
سرتُ وحدي بالطرقاتِ هائمةً
أطرقُ أبواب الأطباء
أشكو لهم ألمِ علتي والمعاناة
اجمعوا أنهُ داء
يصيبُ المعذبينَ
لن ينفعَ معهُ دواء
ألا ضحكات قلوب العاشقينَ
وكلام حب جميل
صعدتُ للسماءِ
اجتمعوا حولي عناقيد النجوم
أبتلت ملابسي من الدموعِ
اعادوني للأرضِ من جديدٍ
أنزلوني قرب بيت الحبيب
وجدتها ترتبُ باقة زهور
ترددُ اغنيةُ أم كلثوم
(بعيد عنكَ حياتي عذاب)
أيقنتُ لستُ أنا المقصود
سألتها بصراحةٍ
قالت منذ أول أمس أنتَ لستُ أنتَ
واليوم أنا لستُ أنا
أنتَ عني غريبٌ
اليوم أنتَ لست بحبيبٍ
يا من أحببتُ الحروبِ
تعلمُ أني أبغضُ الحروبِ
لما أصبح وطننا وطن قتل
وحروب
نزوح وهروب
أنتَ وألافَ الشباب
فقدتمُ بالمعاركِ المشاعر
العواطف والقلوبِ
لم يعدْ لديكَ قلب
لا طموحْ وأحلام حبيب
عشقتمُ الرصاص
أصبح سلاحكمُ أعزُ حبيب
بكتَ بنحيبٍ وصوتٍ حزين
في وجهِكَ ارتسمت خطط الحروبِ
الصولات والهجوم
الرصاص والقنابل
السواتر وحقول الألغام
لولا تلكَ السنينَ لكنت أجملُ مقاتل
الحروبِ سرقت منكَ الكثير
اخذت كل ما فيكَ جميل
أخذت المشاعر والعقول
ما عدت تعرفُ الغرام
لن تعيشَ ساعات الهيام
تشبعت عيونكَ بمناظرِ الدمِ
فهل خلقَ اللهُ العراق
لمعاركِ الخصماء
لتصفيةِ الحسابِ
لأستمرار نزيفَ الدماءِ
على حسابِ الشباب
كل يومٍ قوافل الشهداءِ
يدفنونَ الرجالِ في دارِِِ السلامِ
ولا يعتبرون برثاءٍ
ياليتكَ لم تعود ؟؟
ولم تكن أنتَ الحبيب الموعود
!!
ماجد محمد طلال السوداني6-3-22ش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق