عندما كنت معلماً في محافظة الحسكة في مطلع الثمانينات.
كالعادة دعاني رئيس العشيرة لعزيمة في مضافته.
بعد الاستقبال الحافل أجلسني الشيخ في الصدر.
وبعد طول حديث جاؤوا بمنسف الطعام
خروف ورز بصنوبر وخاثر ( لبن) .
نظرت فلم أرَ ملاعق على المائدة إلا ملعقةً واحدةً فعرفت أنها مخصصة لي.
بعد الإذن بالطعام من الشيخ
كل رجل شَمَّرَ عن ساعديه وبدؤوا بالطعام بأيديهم.
ناولني الشيخ الملعقة قائلاً :
تفضل يا أستاذ.
أخذت الملعقة منه ونظرت حولي.
الجميع يأكلون بأيديهم وصرت أراقبهم للحظات.
وضعت الملعقة أمامي وشَمَّرْتُ عن ساعِدَيَّ وبدأت بالطعام مثلهم.
بات الجميع ينظرون إلي مذهولين وهم يأكلون.
بعد أن انتهينا من الطعام وشربنا الشاي وانصرف الجميع أبقاني الشيخ لوحدي في المضافة.
قال لي: يا أستاذ أنت كبير وراقبتك.
احترمت عاداتنا وتقاليدنا ونحن نفهمها أنك صرتَ واحداً منَّا.
من يأكل بيديه مثلنا سيرتدي لباسنا.
نادى للخياط.
وكانت النتيجة: جلابية وجاكيت وشماخ وعكال وكلاشة ديرية بإصبع واحد.
وبعد فترة خاطوا لي تقماً ثانياً.
كم كنت جميلة يا بلادي بشعبك وأصالته وتعايشه وستبقين وستعودين أحلى رغماً عن أنوف الدخلاء.
الاثنين، 1 يناير 2018
الكاتب المبدع سليمان سليمان
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق