التوكيد ودوره في الوفاء بالوعد ...
في ومضة (العودة )
للمبدع :أحمد علي العلي
قراءة د. أحمد بدير
تقول الومضة
. العودة
قد عدت لأطفئ
نيران قلبك
وأداوي فؤادك الجريح
فقد هجرت السفر
والرحيل علني
أريح وأستريح
وأزرع زهورك
في فؤادي ورودا
عطرها مريح
وأنفض عنك
غبار الشوق
وأصرخ بصوت صريح
قد أنعشتِ قلبي
وأحييتني
فانتفضت من الضريح
البداية بالفعل الماضي المؤكد ب(قد) يدل علي تحقق العودة والوفاء بما فرضه الشاعر علي نفسه....
فهو عائد لشيئن عبر عنهما بالفعل المضارع (أطفيء )و(أداوي ) ليبين أن إطفاء نار القلب ومداواة الفؤاد الجريح متجددان معه بتجدد الأيام والليالي فهو لن يترك القلب تشتعل فيه النار مرة اخري وكذلك سيبذل قصارى جهده لمداوة الفؤاد الجريح...
ثم جاء بالفعل الماضي المؤكد بقد مرة اخري ليؤكد علي أنه لن يسافر مرة اخري ،وعبر بالفعل (هجرت )دون (تركت )لأن الانسان قد يترك الشيء لفترة ثم يحن ويعود اليه ...
اما في الهجر فإنه لن يعود إليه أبدا لان الهجر يكون غالبا عن كره شديد....
ثم اتي بعد هجر السفر بهجر الرحيل ايضا وكانت إحداهما تكفي عن الأخرى لان في السفر رحيل ولكنه يريد أن يؤكد أنه لن يفارق احبته بعد ذلك ابد...
ففي البقاء بجوارهم راحة له ولهم وعبر بحرف الترجي( لعل )لأن مابعده ممكن الحصول...فكونه يرتاح ويريح احبته شيء محبب الي نفسه ويمكن أن يتحقق اذا كف عن السفر والرحيل..
ثم لجأ إلى المجاز ليبين قدر الحبيب عنده فقد شبه المحبوب بحديقة غناء سيأخذ بعض أزهارها ويزرعها في فؤاده كي يحتضنها ويرعاها بعنايةه فتنبت ورودا عطرها يريح نفسه...وهي صورة جميلة تدل علي مدي عنايته بمحبوبه وحبه له...
ثم يشبه الشوق بعاصفة شديدة ذات غبار ...قد أصاب المحبوب فيقوم هو بنفض هذا الغبار عنه...ويرفع صوته عاليا دون خوف وينادي في كل الدنيا أن هذا هو حبيبه الذي انعش قلبه وأحبه بكل صدق فكأنه بهذا الحب أحياه من الموت وأخرجه من الضريح....
ومجيء الفعل الماضي في حد ذاته يدل علي تحقق والقوع ولكن الشاعر أكد تحقق الوقوع أيضا بقد الداخلة علي الفعل الماضي ليبين شدة حرصه ووفائه لهذا المحبوب...
وكررها في الومضة ثلاث مرات كل مرة مع فعل مختلف...
فبدأ ب (قد عدت )ليؤكد علي تمام عودته لمحبوبه جسدا وقلبا...
وثني ب(قدهجرت )ليؤكد أيضا علي هجرته التامة للسفر ونسيانه له وأنه لم يعد يخطر في باله...
وختم ب(قد أنعشت )ليؤكد أيضا ان عودته لحبيبه أعادت الي قلبه الحياة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق