طال الغياب !
سدد سهامك نحوي ، هذه كبدي
فلن تصيب سوى روح بلا جسد !
يا دهر ، ماذا أرجي بعدما نضبت
خمائل كنت قد أبقيتها لغدي ؟
ودعت دنيا الهوى والوجد من زمن
ومن قوافل أشواقي نفضت يدي
وسرت وحدي ، خطاي الان مثقلة
مشتت الفكر بين اليأس والجلد
هيهات ترجع أيامي فقد رحلت
وخلفتني لدنيا الحزن والنكد
كأنني لم أغن في خمائلها
نشوان مفتتنا كالطائر الغرد !
هل يا ترى تمسح الأيام دمعتنا
ويصدح الطير مشتاقا بلا عقد
ويطلع الفجر والأنوار ساطعة
ويكبر الحلم في فكري وفي خلدي
ويرحل الليل كم طالت دقائقه !
ويرجع العمر بي للصحب والبلد
يا ليتني لم أفارق فيأهم أبدا
ولا تركت ديار الأنس والرغد
سأحمل الشوق ، في الأحشاء أحمله
حتى يموج السنا في كل محتشد
وقد تراموا كأطيار محلقة
على غصوني ، تناغيني إلى الأبد
طال الغياب ولم أظفر بضمتهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق