المساء الأخير
كان يركضُ نحوي
يُحدّثُني عن رواياته الأولى
و عن آخرِ نزواته
كان يبتسمُ و يقولُ:
أحتاجُكِ...
اسْمعي قلبي ينبضُ لذاكَ الجمال
و تلك العيون
و...
يرتجفُ صوتهُ و يخجلْ
كان يُحدّثني بأنْ:
روى لها حلمه بطفلٍ بهيِّ الطّلعةِ
و رقصٍ قبل الغروبِ و موسيقى
و ضمّةٍ لا تلينُ
كان يركضُ نحوي و يصرخ:
تعاليْ نحتسي قهوةً
و نسيرُ في الطّريقِ الطّويلِ
في هدوءٍ يقولُ:
تلكَ جميلة لكنّها هادئه
و تلك ثائره
و تلكَ و تلك...
و يصرخُ: لمَ لا أرتاحُ لسِواكِ؟؟
و يهمسُ: لا لا يهمّ ما دمتِ معي..
سألقاها حتما.
كنّا نسيرُ...
أقضمُ شفاهي و قلبي يخفقُ
أُكوّرُ حلمي الفريدَ
أُروّضهُ لليقينِ و أنهرهُ تسمّرْ
أُوشوشُ: تُراها معك؟؟
متى تستفيق؟؟
مضت...
بعمر الأنينِ سِنونُ
عمّرنا مشيبٌ و رعشة..
و مازال يسألُ..
و ما زلتُ أهمسُ: أن تأنّيْ
سينزعُ عنه غمامَ الفحولة
و يلقاني أنثى تفوحُ
و...
بيدٍ مرتجفة جاءني.. أوّل أمسٍ
في المساء الأخير
بعصاهُ
حاول خرْبشةَ حلمٍ تورّدَ
فاسْتحالَ مُحالا
أعلنَ: كنتِ معي
فأضحكُ عُنوةً
لا.. ما كنتُ سوى امرأةٍ عابره
ما كنتَ أخطأتَ
كنتُ أفكُّ خطوطَ الحياةِ
عند كلِّ لقاءٍ
و ألعنُ دوري أنْ ركضتُ يوما إليكَ
و مشيتُ.. حتّى أفقتُ
و مشيتَ حتّى أفقتَ
و ما كنتُ لك
أنا
أقُدُّ طريقا و أرسمُ حلما
و أمحو أنينا بهذا الأفق
بألوان قوس قُزح
أُخضّبُ أَكُفّي لهذا الوطن.
إبتسام عبد الرحمن الخميري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق