السبت، 11 يوليو 2020

مجلة ملتقى الشعراءوالأدباء...المساء ‏الأخير...بقلم المتألقة والمبدعة الأستاذة ابتسام ‏عبد ‏الرحمن ‏الخميري

المساء الأخير

كان يركضُ نحوي 
يُحدّثُني عن رواياته الأولى 
و عن آخرِ نزواته 
كان يبتسمُ و يقولُ:
أحتاجُكِ...
اسْمعي قلبي ينبضُ لذاكَ الجمال 
و تلك العيون
و...
يرتجفُ صوتهُ و يخجلْ

كان يُحدّثني بأنْ:
روى لها حلمه بطفلٍ بهيِّ الطّلعةِ
و رقصٍ قبل الغروبِ و موسيقى
و ضمّةٍ لا تلينُ
كان يركضُ نحوي و يصرخ:
تعاليْ نحتسي قهوةً
و نسيرُ في الطّريقِ الطّويلِ

في هدوءٍ يقولُ:
تلكَ جميلة لكنّها هادئه
و تلك ثائره 
و تلكَ و تلك... 
و يصرخُ: لمَ لا أرتاحُ لسِواكِ؟؟
و يهمسُ: لا لا يهمّ ما دمتِ معي..
سألقاها حتما.
كنّا نسيرُ...
أقضمُ شفاهي و قلبي يخفقُ
أُكوّرُ حلمي الفريدَ
أُروّضهُ لليقينِ و أنهرهُ تسمّرْ
أُوشوشُ: تُراها معك؟؟
متى تستفيق؟؟
مضت...
بعمر الأنينِ سِنونُ
عمّرنا مشيبٌ و رعشة..
و مازال يسألُ..
و ما زلتُ أهمسُ: أن تأنّيْ
سينزعُ عنه غمامَ الفحولة
و يلقاني أنثى تفوحُ
و...
بيدٍ مرتجفة جاءني.. أوّل أمسٍ
في المساء الأخير 
بعصاهُ
حاول خرْبشةَ  حلمٍ تورّدَ
فاسْتحالَ مُحالا
أعلنَ: كنتِ معي
فأضحكُ عُنوةً
لا.. ما كنتُ سوى امرأةٍ عابره 
ما كنتَ أخطأتَ
كنتُ أفكُّ خطوطَ الحياةِ
عند كلِّ لقاءٍ
و ألعنُ دوري أنْ ركضتُ يوما إليكَ
و مشيتُ.. حتّى أفقتُ
و مشيتَ حتّى أفقتَ
و ما كنتُ لك
أنا
أقُدُّ طريقا و أرسمُ حلما
و أمحو أنينا بهذا الأفق 
بألوان قوس قُزح
أُخضّبُ أَكُفّي لهذا الوطن.

إبتسام عبد الرحمن الخميري 
من ديوان شيء من الذاكرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق