حكاية شاعر في قطر عربي
مراقبة
.....
جلست وصاحبي
نتحدث حديث سُمارْ
نحلل الأوضاع
ونتبادل الأخبارْ
فجأة أمسك صاحبي أذنه
وأومأ إلى الجدارْ
حللت إشارته
فأدركت أنه إنذار
نظرت إليه متسائلاا
فكتب لي هذا الإشعار
لا تقل كل شيء
فقد وضعوا آذانا على الأسوار
تنقل همس الخلائق
وتسجل ما تناقلوه من أخبار
*****
وكصاحب عقل ذكي
ولتلافي كل الأخطار
كتبت لصاحبي
لنعوض كلامنا بالأشعار
وهكذا استمر سمرنا
نحلل ونكشف الأسرار
عبر التفعيلة
وعبر البيت والأشطار
ثم افترقنا ضاحكين
فقد حققنا الانتصار
على آذان الجدار
*****
وما كاد الليل يجن
حتى حضر الزوار
وزوار الليل يا صاحبي
يا لهم من زوار
السواد يلفهم
وتحيط بهم الأسرار
الوجوه مقنعة
وعلى الرؤوس خمار
حطموا الباب علينا
وأفزعوا كل من في الدار
من تحت اللحاف سحبوني
عصبوا عيوني
ثم أخذوني
إلى مصير بلا قرار
*****
في قبو بارد وضعوني
وحيدا تركوني
أترقب بزوغ النهار
بعد ساعات نقلوني
إلى حيث كان صاحبي في الانتظار
أمامنا جلس مقنع
ووقف مقنعان بالجوار
وكبركان هائج
تكلم المقنع في استكبار
أحسبتما أن أشعاركما
ستخفى عن الأنظار ؟
ووضع أمامنا
صور أشعارنا
ولِما تبادلناه من أسرار
ثم قال ساخرا :
إن أبطلتما آذان الأسوار
فأنتما لم تبطلا الأبصار
كل شخص مراقب لدينا
عبر هاتفه أو بواسطة الأقمار .
عبدالفتاح الأزرق بريش ، المغرب ، 10/7/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق