قراءة في فلسفة من سبقوا
الوجود انطباع واذراك وفعل:
لا يذرك العقل ما يخفى من الذرر
وما اذراك من فهم له في الدنيا كم نظر
وحس المرء بالشئ وجود الشئ يفرضه
وما يخفى عن الحس فقد يخفى عن الاثر
ويعطي العلم معرفة وجود الشئ ان وجد
وقد يخفى عن الفهم خيال السمع والبصر
ويبقى الشئ منتفيا اذا عقل ما اذركه
وكم اشياء نجهلها وقد تاتي بكم سور
وما الافكار في علم سوى اشياء نذركها
بفكر خالص بحث يزيل الحب من قشر
مكان كائن يجري فهل نعلم بدايته
وهل نعلم نهايته وهذا الكون في سير
وهل نعلم بذي الزمن متى انطلقت مواقته
وهل ينهى مع الابد كشئ ينهى بالضرر
يقال الشئ قالبه وكم عدت قوالبنا
وما الافكار قالبها سوى انماط من فكر
لها في الاصل تجربة تقيس الشى تمثله
كمثل الصورة الاصل وتركيب من الصور
وذهن المرء مركزه يقود الذهن منطقه
فان يخلو من الرؤيا يضيع الذهن بالوطر
وقد يحلو لمن ماع سؤال الغيب في اجل
وما للغيب من رد سوى الاخبار بالشرر
وراء الكون احجبة ما كان العقل يذركها
فكيف العقل ان رد عن المجهول في الستر
متى عقل يسير لها فبالاثبات يجزمها
ولن تثبت بلا عقل وان جاءت بكم عبر
ويمشي الناس في خوف ضروب الخوف تحكمها
يضيع العيش في الدنيا وتمشي الدنيا في الكذر
وترمي العقل الحادا وهذا العقل ينبؤها
بان الله موجود ما فوق الخلق والبشر
كتاب الله مفتوح حصيف العقل يقرأه
وما الاقوال من قول سوى غيم بلا مطر
وكم دين لنا يأتي بغيب ليس نعرفه
فمن اذراك بالغيب سوى ضعف من البصر
وهل يصدق تخيلنا ودنيا العقل ما فتئت
تنافي الظن كي تأتي ببحث العقل في السرر
وهذا الدين عقد لنا من الازمان قد ورد
ونفس الدين اجبرنا على الطاعات والحذر
فعبد الله قيل لنا فإن يرزى فإن له
من الجنات في خلد باخرى العدل والجبر
ليرضى العبد بالقدر ودنيا العيش زائلة
ورزق العبد مكتوب بايد الغيب والقدر
ويبقى العبد موثوقا بحبل الظلم يؤلمه
ويرضى الذل والظلم في دنيا الكبث والمرر
يمني النفس في عدل باخرى الحق ينصفه
وهل يصدق على عقل بان يؤمن ولا يذر
فحق العبد يكفله صراع العبد جرأته
ينادي العبد في الدنيا بحق العيش والبرر
وللآنام حقهمو بان تؤمن سريرتهم
فلا حق لمن يدعو الى الايمان بالعور
فدين العبد يأخذه وخلق الله حجته
كتاب الله قد كتب ما فوق الارض والقمر
ورب الكون معصوم ..خبيث الفعل نعمله
وكل الشر قد ياتي من الاخطاء في السفر
وليت العقل علمنا بان نسمو بانفسنا
ظنون الجهل قد حفرت لنا في الارض كم حفر….
زين المصطفى بلمختار الجديدي