.... أطـلالُ سَـلْمى ....
تَفرَّقَ جَمْعُهُمْ طُولاً و عَرضا
ولم يرضَ بما للرِّيحِ أفْضى
وأودَعَ شَـوقَهُ أُذُنَاً وأصـغَتْ
وما أبـقى وكانَ يَـظُنُّ بَعضا
ويَعلمُ أنَّ للأرياحِ نَجوى
إذا المَحبوبُ ثَوبَ الكِبْرِ أنضى
تديَّنَ بالتواضُعِ عَنْ تَسامٍ
ودِينُ حبيبِهِ بالهجرِ أقْضى
ولا يدريْ أيترُكُهُ عَنيداً
بما تأتي به الأيامُ أمضى
أمِ الأَوْلى يُبادِلُهُ غُروراً
و يَهبِطُ مِثْلما الشيطانِ أرضا
سُنونُ عَذابِهِ في الحُبِّ حَفْرٌ
و قَضَّى رِحلةَ الأيّامِ رَكْضا
كأنَّ بِجرحِهِ رُوحاً جَديداً
إذا ما حاولَ النِّسيانَ مَضَّا
تَوسَّعَ جُرحُ ذاكِرةِ اللَّياليْ
على التَّقطيبِ والنِّسيانِ رَفْضا
وليسَ تَروقُ كأسٌ بَعدَ لَأْيٍ
سوى ما كانَ للأقدارِ حَضّا
تَغصَّصَ بالكَلامِ و كانَ حُلواً
ويَجْرِضُ ما بِكأسِ الشِّعرِ جَرضا
فيا زَمنَ الوَجاهَةِ لا وجيهاً
إذا مِنْ زِينةِ الدُّنيا تَوضَّى
مَنحتُكَ راقياتِ القولِ شِعراً
ورُمتُكَ واسَعَ الأطيافِ رَوْضا
وما غاليْتُ إلَّا بالسُّكارى
مِنَ المَمْحوضِ للنُّدماءِ مَحضا
فَكُنْ ماشِئتَ ما بَدَّلْتُ قَولاً
و قُلْ ما شِئتَ ما قَصَّرتُ فَرضا
ولو ما ظَلَّ إلّا ذو حَنينٍ
يُبـطِّئُ ناشِئاتِ اللَّيلِ نَبْـضا
فَصفِّ الكأسَ مِنْ أطلالِ سَلْمى
وخُذْ رُوحيْ إذا بالرُّوحِ تَرضى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق