السبت، 1 أبريل 2017

مجلة ملتقى الشعراءو الادباء// الشاعر الفارس عروة بن الورد ((ح 2)) // بقلم الدكتور محمد الراوي

الشاعر الفارس عروة بن الورد
أحترف الصعلكة سبيلالإقامةالعدالةالاجتماعية
                                                 الحلقة الثانية
       إن مجموع هذه ألعوامل الجغرافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية عملت على نشوء واستمرار ظاهرة الصعلكة في بلاد الجزيرة العربية, فهي ظاهرة اجتماعية برزت على هامش الحياة ألجاهلية للأسباب أعلاه.
والصعلوك لغة:هو الفقير الذي لامال له يستعين فيه على أعباء الحياة,ولا أعتماد له على شيء أو أحد  يتكيء عليه أو يتكل عليه ليشق طريقه فيها ويعينه عليها حتى يسلك سبيله كما يسلكه سائر البشر الذين يتعاونون على الحياة ويواجهون مشكلاتها يدا واحدة.
يقول حاتم الطائي :
غنينا زمانا بالتصعلك والغنى
فكلا سقاناه بكأسيهما الدهر
فما زادنا بغيا على ذي قرابة
غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر
والصعاليك اصطلاحا,هم في عرف التاريخ الأدبي جماعة من مخالفي العرب الخارجين عن طاعة رؤساء قبائلهم. وقد تطورت دلالة هذا المصطلح بحيث أصبح يدل على طائفة من الشعراء ممن كانوا يمتهنون الغزو والسلب والنهب.
يقول ألدكتور جواد علي:الصعاليك هم جماعة من العرب عاشوا وأطلقوا حركتهم في الجزيرة العربية,ويعودون لقبائل مختلفة,كانوا لايعترفون بسلطة القبيلة و واجباتها فطردوا منها.
والصعلكة كما قلنا ظاهرة اجتماعية برزت كرد فعل لبعض العادات والممارسات التي كانت سائدة  أنذاك.
والصعاليك هم أحد مكونات المجتمع الجاهلي,رغم عدم اعترافه ونكرانه لهم,ألا انهم يشكلون فئة وشريحة من شرائح المجتمع في ذلك الوقت...
وينقسم الصعاليك إلى ثلاث طوائف, هم:
الطائفة الأولى(أغربة العرب)أفرادها أكثر من أن يحصوا,لأنها تمثل طائفة المتمردين من فتيان المجتمع,هم أبناء الأماء الحبشيات السود,ممن نبذهم اباءهم,ولم يلحقوهم بهم,واعتبارهم أولاد غير شرعيين,وقد دعوا(بالأغربة)تشبيها بالغراب  ولونه الأسود الذي سرى إليهم من أمهاتهم,منهم السليك بن السلكة,وتأبط شرا,  والشنفري الأزدي.
فهؤلاء لم تكن لهم القوة الكافية ليثبتوا بنوتهم لأباءهم,إلا عنترة بن شداد,أشهر فرسان العرب وأحد
أشهر شعراءها,صاحب المعلقة الذهبية
هل غادر ألشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم
يادار عبلة بالجواء تكلمي 
وعمي صباحا دار عبلة واسلمي
فلو لم يكن قويا,شجاعا, لما استطاع أن يجبر والده شداد وبني عبس على أن يثبتوا أبو شداد له,والا لبقي عبدا مثل أخويه من أمه شيبوب وجرير.
فأتفق أن أغارت قبيلة طي على بني عبس فأصابوا منهم,وأستاقوا منهم أبلا,فتبعهم العبسيون وعنترة
معهم يومئذ.
فقال له شداد:كر ياعنترة؟
فاجابه:العبد لأيحسن الكر,إنما يحسن الحلب والصر.
فقال له شداد:كر وانت حر
فكر وقاتل قتالا حسنا,فأدعاه أبوه والحقه بنسبه,
واحتفلت به القبيلة وكرمته.
وقد صرح في شعره,بأنه من خير عبس نسبا في شطره العربي,وقد عوض بشجاعته وسيفه عن شطره الثاني
أني امرؤ من خير عبس منصبا
شطري واحمي سائري بالمنصل
وقد تصعلك بعض هؤلاء(الأغربة)بسبب أحتقار عشائرهم لهم والتقليل من شأنهم وقيمهم,وظلم المجتمع لهم,ومعاملتهم كطبقة مملوكة كالحيوان المملوك,وكل من كان يخالف عرف القبيلة منهم  جاز لسيد قتله.
وقد حددت لهم وظائف ومهام تتناغم مع طبيعتهم
المفترضة,وتعزز سمة التفريق,فالعبد قد يكون جزء من المهر كما الإبل وسائر المواشي,لأنه بعض المال.
الطائفة الثانية(الخلعاء_الشذاذ)
الخلع,ألرجل يجني الجناية يؤخذ بها أولياءه فيتبرؤن منه ومن جنايته. وكان هذا الخلع يتخذ صورة اعلان رسمي يذاع على الناس في مواسم الحج أو الأسواق ليكون في ذلك اشهادا لهم عليه,وقد يبعثون مناديا بذلك,وقد يكتبون به كتابا:أننا خلعنا فلانا,فلا نأخذ أحدا بجناية تجنى عليه,ولا نؤخذ
بجناياته التي يجنيها.
فلم تعد القبيلة تعترف بانتماءهم اليها وأعتبرتهم خارجين عن القانون,وتسحب منهم الجنسية القبلية,وكان منهم حاجز الاسدي,وقيس الحدادية,
وأبي الطحمان القيني,والبراض بن قيس الكناني, وهذا الأخير كان من الفتاك,فقالت العرب: افتك من
البراض.وهو القائل
نقمت على المرء الكلابي فخره
وكنت قديما لا أقر فخارا
علوت بحد السيف مفرق رأسه
فأسمع أهل الواديين خوارا
لذلك كانت تنمو في دواخلهم عقد نفسية عميقة
الندب لاتشفى بمرور الزمن والتقادم,بل قد تبرد بأخذ الثأر ألأنتقام والتنكيل بمن خلعهم وحرمهم
من حق الدم,وكان هذا سببا كبيرا لقسوتهم و وحشيتهم في معاملة الناس وبطشهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق