السبت، 22 أبريل 2017

مجلة ملتقى الشعراء والادباء//البيدر//بقلم د.المفرجي الحسيني

البيــــــــــــــــــــــدر
------------------

سنوات عجاف والبساتين يذوي شجرها  والجوع يحصد أرواح الأطفال والشيوخ، تعلو بيادر الدم والدمع والعرق خلف بيوت المتخمين؟ وفي بيوت الفلاحين لا حبة قمح حتى الجرذان ماتت منذ زمن سحيق . هكذا في كل موسم  يتكرر المشهد إذ يكتمل الحصاد المر وتعلو الشمس مغبرة فوق القرى، إلا من ألم الجوع ،  والجمع من الرجال والشباب يجلسون مطرقي الرؤوس أمام الأبواب وجوانب الأكواخ، الكلاب الجرباء تلوذ بحمى الجدران أنهكها الجرب  والخراف ثغاؤها ليل نهار، تموت الرجال والجياد والأطفال والكلاب الجرباء، وتنفق الأبقار ، . تلمع المناجل بسطوع المشاعل، ترتفع الأيادي المعروقة، والنيران ويختلط الدم بالماء، وتهلهل البنادق بأصواتها وتزخ النيران في قلب الليل، يحمل الجياع بيادر القمح إلى الأكواخ وتزغرد النسوة ويهرب الليل أمام مشاعل الجياع،  جاءت السلطة بأولادها الحرام، لقد ارتوت الأرض وامتزج دمعها مع ترابها سوف يقفز  المستقبل من كل الجهات يمطر مطراً معطراً بدماء الأخوة والأهل والأقرباء،  إن الشمس تعلو والبيادر، والرجال والنور.
د.المفرجي الحسيني
-------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق