كيمياءُ الحُب
مررتُ بها قبلَ سِنينَ وشهور
أصابتني بعينيها فإختلطَتِ الشعور
لم تنظر إليَّ كما كنتُ أتوقَّع منها
بأنامل عِطرها الفوَّاحِ عقَّدتِ الأمور
توقفت كسحابةٍ عن طريقها تاهَت
كما لو كنتُ مجنونٌ أو مسحور
ضاعت الإتجاهات وخرائط سيري
تتلعثمُ في معرفة الطريقِ والعبور
لم أُدرِكَ ما الذي يختلجُ أوصالي
بصمتِ لا إرادي وبهجةٍ وحبور
ناديتها ، أيا حمامةً هديلك أحياني
كبركانٍ خامدٍ على وشكِ أن يثور
يا مُفضضةَ العينينِ ببريقٍ أَخَّاذ
شعرُكِ الذهبيِّ أنطقَ مَن في القبور
أنبوبةَ الأماني أنتِ،ومِشبَكَ الهوى
وحوجلةً فيها قلبي يغلي ويفور
من أهدابِ شفاهكِ القرمزيةِ نقِّطِي
عسلاً يُسكِنَ ما بينَ الصدور
ومن جِيدِكِ الشفَّافِ مِرِّرِي طيفي
فقد كسى روحي الرواسبُ والقشور
بحرفٍ أساسيِّ الطبعِ والمذاق عَدِّلِي
حموضَةَ الأشواقِ ومِزاجَ الخمور
تُعاني أوتاري التآكُلَ والنخرَ
بلمسةٍ من نظراتكِ زيِّتي السيور
لنتفاعلَ كجَذرينِ متعادلينِ قوةً
لسنا خاملينِ بل نبلاءَ في الجذور
لا تبخلي عليَّ بنظرةٍ ذاتِ مَغزى
لَخِّصِي النواتِجَ بمعادلةٍ في سطور
ِتبرُ الآمالِ أنتِ وبِيشِرَ الأحلام
سخانُ الإحساسِ رَمِّمي الجسور
أ يحتاجُ ما بيننا إلى وسيطٍ خامِل ؟
فما يفعلُ ذرةٌ عطرٍ في حديقةِ زهور ؟
لنتسامى بعدَ اللقاءِ كغازينِ عاليا
لا كراسبٍ في القعرِ يبقى بغرور
لنا في الحياة جولةٌ لنعشها سوياً
متفاهمينِ في التأثيرِ والسرور
الفرصةُ لن تتكرَّرَ مِراراً
فالناتجُ حصيلةُ شهقةٍ في طور
رُدِّي إِلَيَّ ما يعيدِ ليَ البهجةَ
ولا تتراجعي فتُعَقِديِ الأمور ؟
فالحبُّ كِيمياءُ القلوبِ والسعادة
لا الجواهرُ والنفائسُ والقصور
قالت بعينيها والصمتُ تلازمها
ومن فِيها عبقُ الحبِّ وشذى البخور
يخترقُ مرايا الفؤاد بخِفَةٍ
والظلامُ ينقشعُ وينبلجُ النور
هيا بنا نُزيلُ الصدأ ليلمع
بريقُ حُبٍّ طالَ سنيناً ودهور
ولنزرع في السماءِ أحلامنا
ليتغنى بها العصافيرُ والطيور .
بقلمي... فريد رشيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق