..... وَجَعٌ يَتَكَلَّمُ .....
أتيتُ وجرحي كحقّي دَويّا. يُجمِّعُ كُلَّ السيوفِ عَليّا
أتيتُ و قبرُ الحبيبِ بظهري. يصيحُ وداعاً وحيناً إليّا
وأعلمُ أنَّ الرسائلَ حِبرٌ........ ...وأنّ هنالكَ وحديْ أبيّا
وأنّ الغُرابَ يسايرُ ركْبي..... وعند الوقوفِ سيقتاتُ بيّا
وأنّ الحياةَ مسيرةُ جرحٍ ......تقاسمَ أوجاعَه والِديّا
ولستُ المهيضَ إذا استصرختني. جياعُ الثكالى ولستُ الرديّا
وكنتُ الصبورَ إلى أن رأيتُ ...حُواةً تؤمُّ و شعباً خزيّا
وقردُ الخليفةِ يُدفَنُ بين. قبورِ الصّحابى ويُسعَدُ حَيّا
وصوتُ المنابرِ يرفعُ حَرباً ويخفضُ تحتَ السّكوتِ إلِيّا
وتسجنُ إبنَ البتولِ رِمالٌ وتسقي الروافدُ إبنَ (سُميّا)
فجئتُ وألواحُ جَدّي بصدري. ...وحبرُ العراقِ على كتِفيّا
أُحمِّلُ ثقْلَ الأمانةِ رحليْ عدا الجَّيْبَ منِّي خفيفاً بليّا
فأثْلُ العراقِ يؤمِّلُ منّي. وثيرَ القصورِ و عيْشاً رخيّا
وجنْدُ الشآمِ تريدُ انتقاماً لثاراتِ بدرٍ و قتلى (أُمَيّا)
فأُحرمُ عَذْبَ صَدَاقِ البتولِ .. لألقى النبيَّ ذبيحاً صديّا
أيُعقَلُ أنّا نموتُ ظِماءً....... ورِجْسُ البهائمِ ترجعُ رَيّا
وأطلبُ رشفةَ ماءٍ لطفْلي. فَيُسقى الوليدُ مُراشاً حَميّا
فقمتُ قُبيلَ النِّزالِ خطيباً لأجلوَ حقّاً و أدحض َ غَيّا
وصُبحاً حسبتُ كتائبَ جيشي. ..فما كان حَولي َ إلاّ يديّا
و دارتْ رحاها تُحطِّمُ أهليْ فظهْريْ قسيمٌ على جانحيّا
و عُرِّيتُ حتى بقيْتُ وحيداً ... أُقابلُ جيشاً لِدمّيْ ظميّا
فصحتُ أنا ابنُ المُحمّدِ طٰهَ و نجْلُ الهلالِ و نورُ الثُّريَّا
و مرجانُ بحرٍ وريحانُ رضْوى. وشبْلُ علِيٍّ و حَسْبيْ وَصِيّا
ألا تسمعونَ بأهلِ الكِساءِ.... أمَا كانَ جَدّي النّبيُّ حَفِيّا
عرفتُمْ بأنّيْ الحُسينُ هناكَ وأنكرتمونيْ هُنا عَلَويّا!!
فلمّا علمْتُ بأنّيْ الفداءُ..... ودمّيْ سيرسمُ خطّاً سَنيّا
وقُبْلَةُ جَدّيْ تُوسِّعُ جرحيْ ...لأصبحَ كُلّيَ نحْراً طريّا
وأنّ شريعَةَ جَدّي ستحيا بظلْميْ إماماً و قتْليْ نجيّا
صرختُ بجيشيْ وبَدوِ الشّآمِ ...وبيضِ البواترِ هيّا عَليّا
الشاعر حسن علي المرعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق