(العطاء )
يحكى بأنهُ في العطاءِ تكرماً
مَن كانَ يعطي لايريد مقايضُ
لاينتظر من المقابلِ رحمةً
بل طبعهُ يعطي بغيرَ تفاوضُ
وطبيعة الانسان فِطرَ سخائهُ
قلبٌ رهيفٌ بالمودةِ ينبضُ
أن زدتَ معروفاً بما أوهبتهُ
ما ينقصَ شيئاً بهِ يتعوضُ
أبقى لتعطي مالديكَ جمعتهُ
وحولكَ الاقوالَ فيها تناقضُ
أن شئتَ فاسمع مايقولهُ قلبكَ
لاتستمع من يتلوا فيكَ مواعضُ
زمنٌ تغيرَ ولحياةِ مطامعٌ
ومصالحاً تتراكضُ
صعبٌ عليَّ أن أعيشَ مغفلاً
مالم أكونَ واعياً متيقضُ
أفنيتُ عمري في العطاءِ فلم أجد
من يعطني شيئاً بدونَ فرائضُ
أن أحسنَ المرء أليكَ لغايةٍ
لاحبَ فيكَ بل لعهدهُ ناقضُ
يمشي بكبرٍ ويرفعَ رأسهُ
لاخجلاً في نفسهِ يتمخضُ
يلقى مبرر ما يفسرَ فعلهُ
ويسمع منَ الناسِ الحديثَ ويحفظُ
يلاعب قلوبَ الفقراءَ بريئهِ
وينفضُ بقاياهُ لهم ليرتضوا
أن كنا سذاجاً فأن سحقاً لنا
أم كنا نرضى ما نراهُ ونغمضُ
لو بقيت دنيانا هذا حالها
نشكو الى اللهِ ومنهُ العوضُ
بقلم : محمد ابو نور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق