الاثنين، 4 سبتمبر 2017

مجلة ملتقى الشعراء والادباء // من وحي الواقع // بقلم المبدع فريد رشيد

من وحيِّ الواقع

قلتُ لنفسي، يا نفسُ لما لا تستكين ؟
لِما تناطحُ الصخورَ وتقاومُ السكاكين ؟
ضع ما ترومهُ جانباً وإسمع ما يُقال
وكن للعيشِ طالباً وكن للسيد ِ أمين
زوبعةُ  الأنا قد أحاطَ باللذين كانوا
للحقِّ مُنادين يوماً كما هم قائلين
فباتوا يرون الأشواكَ عروقاً للوردِ
والدماء بلسماً حيناً ومطهِراً حين
لكل بابٍ  مفتاحاً إقتنوه وأعلاماً
في كلِ مهرجان يرفعونها مطبلين
عسى يقطرُ الهتافُ عليهم منَّاً
ويبرقَ ليلُ رغباتهم بما هم راغبين
يزادُ في البذخِ كلما علا فيهم
صوت التمجيد للذي هم له خانعين
قد يجعلون الشمسَ إنعكاسا لوجهه
والقمر يجعلونه خالةً في الجبين
وما أن يبدل المرتجي منه عزاً
تغير الإسم في قافيتهم أجمعين
فلما يا فؤادي لا تنضمُ لقافلتهم ؟
تنالُ خيراً وتعيش في كنف القادرين
نهرني وقالَ أمجنون أنت أم ثمل ؟
أتبيع ما لا يُشرى وللظلم تستكين
دع السائرين في الفلاة يحلمون
ودعهم في سرابِ الأمنياتِ آمنين
كما يا ترى من ذاتهم أضاعوا سنيناً؟
وكم على سلالم نواياهم نازلين
إشتروا ما هو زائلٌ بما هو أثمن
وباعوا النفيس وعلى الطريق تائهين
ستزاح الغشاوةُ عن أعينهم قريباً
فهل للندم ِ نفعً حينها وهل قادرين؟
لا تغرنَّكَ بهرجةُ الأضواء وجمالها
مستهلكةٌ هي إلى أمدٍ وحين
إزرع ما يحيي ويُقتاتُ عليها
فجوهر المرء الصادقُ الأمين .

بقلمي...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق