الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء // وانشدها معاتبا زمانه// بقلم المتالق عادل عبد القادر

( و انشدها معاتبا زمانه )

لا تسـمـعـيـنـى إن شــدوتـــك شـاكــيــا
ضحـكَ الـزمـانُ و عــدتُ بـعـدك باكـيـا
قـــد كـنــتُ عـنــدك و الـهـمـومُ بـعـيـدةٌ
و الـيـوم وحـــدى و الـهـمـومُ حـوالـيـا
لــم يـبـق لــى قـلـبٌ يـحـبُ و يـرعـوى
و يـعــودُ يـعـشـقُ ثـــم يـخِـفــقُ ثـانـيــا
لـــم يـــأتِ قـلـبـى صـــادحٌ أو طــــاربٌ
إلا غـــــرابُ الـبــيــنِ يــأتـــى نـاعــيــا
يـــا فـرحــةً لاحـــتْ ولازمـــتَ الـفـتــى
طـــارت هـنـالــك و الــمــلازمُ مـاشـيــا
أكـــلَ الـجــرادُ قـصـائــدى و حـقـائـبـى
و مـلاعـبـى و اخـــذتُ أنـظــرُ راضـيــا
و نـويــتُ لـــو عـــادَ الـربـيــعَ قـتـلـتُـه
فمـضـى الربـيـعُ و مــا قتـلـتُ جـراديــا
و نـجـوتُ فــى لـيـلِ الـشـتـاءِ بمقـلـتـى
و الـدمـعُ أغــرقَ حـيـنَ أغــرقَ ناجـيـا
حــتــى الـخـريــفُ فــاِنــه لــــم يـنـثــنِ
أبــداً يـزيــدُ مـــع الـشـجـونِ شجـونـيـا
و الصيفُ مـا عهـدَ الفـؤادُ مـن الأسـى
واحــــرّ قـلـبــى حــيــنَ أجــــجَ نــاريــا
وودت لــو تمـحـو الـفـصـولُ ظنـونَـهـا
فـتـبـدلـت و إذا الـظـنــونُ كــمــا هــيــا
و إذا الصـبـاح كـمــا الـصـبـاح مغـيـبـا
و إذا المـسـاء عـلـى المـسـاءِ مـرابـيـا
و إذا الـزمــانُ هـــو الـزمــانُ عـرفـتـه
حـلــمــاً بــعــيــداً أو مــــــراداً نــائــيــا
فـدفـنـتُ مـــا عـــاشَ الــفــؤادُ لأجــلــه
مـاعـدتُ أرغــبُ غـيـرَ دمـعــى سـالـيـا
عـمـراً لــذاتِ الـهـجـرِ أتـعـبـت الـفـتـى
و تـلـحـفـتْ قــبــل الـلــحــافِ قـوافــيــا
و مــضــتْ تسـائـلـنـى بـقـايــا قــصـــةٍ
و قـصــائــداً و لـواعــجــاً و أغــانــيــا
و مضـيـتُ أسـألـهـا شـــرود رواحـلــى
و الوعـدُ و الشجـنُ المباغـتُ مــا بــىّ
و حــديــثُ غـربـتـنـا أخــــذتُ ألــوكـــه
و النفـسُ أخـفـتْ حـيـنَ أخـفـتْ خافـيـا
أضحكـتُ نفسـى حـيـن رحــتُ ألومُـهـا
قـالـت : جنـونـك بــات عـنــدك شـافـيـا
ضيعتنى و أضعـتَ عمـرك فـى الجـوى
و خرجـتَ وحــدك مــن زمـانـك خالـيـا
يـا عــادلُ الشـعـرِ الحـزيـنِ الــى مـتـى
و الــى مـتــى هـــذا المـغـنـى وانـيــا !
أنـعـلـت شِـعــرَك لـلـزمـانِ مـشــى بـــه
و غـــدا سـعـيـداً حـيــن فـاتــكَ حـافـيــا
آهٍ أيــــــا نــفــســى كــفــانــى لـــومـــةً
هل صرتُ عندك – لو عدلتِ – الجانيا
لا أنــــتِ صـاحـبـتـى فـأتـبــعُ أمــرهـــا
كــلا و لا فـــى الـقـلـبِ أنـــتِ النـاهـيـه
مــا كــان ضــرك لـــو تـركــتِ مقـطـعـاً
اودتْ بـــه كـــلُّ الـخـطــوبِ الـجـاريــه
وطــــنٌ يـضـيــعُ و أمّـــــةٌ مـهــزومــةٌ
و الكـلُّ يقنـعُ بالخـنـوعِ و ( مــا لــىّ )
و الخزىُ أضـرجَ فـى الوجـوهِ دماءهـا
و الـمــوتُ أصــبــحَ لـلـرجــالِ أمـانـيــا
و الفـقـرُ عـربــدَ فـــى الـبـيـوتِ بـعــزِّهِ
و الـخــلُّ أغـــدرُ مـــا رأيـــتُ مـداجـيـا
و الحسـنُ فـى عـرفِ الجميلـةِ عريـهـا
يـــا حُــســنَ هــنــدٍ لا أحــبــك عــاريــا
أرنــــو الـــــى قــمـــرٍ بـعــيــدٍ نـــــوره
صـاحـبـتُــه أمـــــلاً جــديـــداً صــافــيــا
لــكــنّــه فـــعــــلُ الـطـبـيــعــةِ كــلــهـــا
ولّـــى و أظـلــمَ فـــى الـرحـيـلِ لـيـالـيـا
قَــدَرٌ يـجـىءُ و قـــد حـمـلـتُ حَمَـالـتـى
مــا كــانَ يـومـاً عــن شـقـائـى غـافـيـا
اِنـى امـرؤ يـأتـى الـزمـانَ و قــد هــرِم
و زمـانــه يــأتــى الــــورى متـصـابـيـا
لــــو أحــســنَ اللهُ الـرحـيــمُ نـهـايـتــى
كـــان الـعــذابُ و مـــا لـقـيـتُ تـسـالـيـا

عادل عبد القادر - القاهرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق