في رثاء ابي رحمه الله
(( وهبتك العمر ))
وهبتُكَ العمرَ لو يرضى بهِ القدرُ
وكانَ يفديكَ هذا السَّمعُ والبصرُ
ما كنتُ أعرفُ أنّي بعـــدَ فرقتِنا
أغدو رماداً بريحِ الحــزنِ أنتثرُ
وكنتَ ياخيمـةَ الأحبابِ مؤنسَنا
وبعــــدَكَ الدَّارُ لا نورٌ ولا سمرُ
فلم تزلْ في زوايا البيتِ ماثلــةً
ذاكراكَ فيها شجونُ الصدرِ تعتصرُ
يا زينةَ البيتِ هلْ تدري بلوعتِنا
فمذْ رحلتَ هــــديرَ الماءِ ينكسرُ
شفاهُنا لم تذقْ شهداً ولا فرحـاً
أحـــــداقنا بمرارِ الدَّمــعِ تختمرُ
مبعثرٌ أنا في حــزني وقــافيتي
حتَّى انتهيتُ ومنّي الصَّوتُ منعفرُ
تنامُ وحــــدكَ لا انسٌ ولا بشرُ
وفوقكَ التُّربُ لا ماءٌ ولا شجـرُ
يا ضغطةَ القبرِ رفقاً في أضالعِهِ
تلكَ الضُّلوعُ بهــــا الأيتامُ تأتزرُ
يا ضغطةَ القبرِ رفقاً في محاجرِهِ
تلكَ المحـــــاجرُ للقـــــرآنِ تدَّكِرُ
يا ضغطةَ القبرِ رفقاً في أصابعِهِ
تلكَ الأصابعُ منها الخيرُ ينتشرُ
يا ضغطةَ القبرِ رفقاً في مساجدِهِ
قد طالما خَشَعَتْ فانسابتِ السُّورُ
لو كانَ للموتِ شخصٌ كنتُ معتتباً
حتَّى يجيءَ مقرًّا وهــــــــو يعتذرُ
يا رحلةَ الموتِ لمْ نعرفْ مجاهلَها
فيها لنا حكمةٌ قد صاغَها القدرُ
جئنا إلى الكونِ رغماً عن إرادتِنا
نحيا ومن بعدِها يُستنفدُ السَّفرُ
...................
شعر ورسم / غزوان علي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق