السبت، 30 ديسمبر 2017

مجلة ملتقى الشعراء والادباء //انا الضمير سيدي // بقلم المتالق عمادالدين التونسي

أنَاالضَّمِيرُ؛سَيِّدِي
*********************
"كَشَجَرَةِ إِكْلِيلٍ
  بَيْنَ البَرَاكِينِ
أَعِيشُ هُناَ
أَسْتَيْقِظُ باَكِراً
أُصَافِح ُالصَّبَاحَ
أَتَحَدَّى الرِّيَاحَ
كَطِفْلٍ صَغِيرٍ
أَحْمِلُ حَقِيبَةً بِحَجْمِ الَمسِيرِ
مُداَعِباً بِخَدِّي
قَطَرَاتِ الَّندَى
كَسَائِقِ تَاكْسيِ
لاَ أَمَلُّ  الحَدِيثِ
عَنْ وَضْعِيَ الرَّدِيءِ
كَبَائِعِ كَعْكٍ فَقِيرٍ
أُنَادِي بِصَوْتٍ فَصِيحٍ
أَجُرُّ هُمُومٍا تُعَانِقُ الصَّفيِح َ
كَالمَمَرَّاتِ الضَّيِّقَةِ
كَحَفِيفِ الأَشْجَارِ
كَالأَلْوَانِ
كَالحُرُوفِ
الغَيْرِ مَفْهوُمَةٍ
مَنْ غَطَّتِ الجُدْرَانَ
فيِ كَلِّ مَكَانٍ
كَسِيرَة ٍذاَتِيَّةٍ
   مَحْمُولَةٍ لِلْمَزْبَلَةِ
كَمُوَظَّفٍ يَطِيرُ
لِحَفْنَةٍ لا َتُعِيلُ
كَلَوْحَة ٍتَرْسُمُ نُقْطَةَ تَقاَطُعِ
المَاضِي وَالحاَضِرَ وَالمُسْتَقْبَلَ
بِالأَمَلِ وَالتَّشاَؤُمِ وَالإِصْرَارِ
كَإِزْدِحَامِ العَرَبَاتِ
كَقِطْعَةِ قُمَاشٍ باَلِيَةٍ
فِي يَدِ طِفْلٍ ضَلِيلٍ
تَمْسَحُ أَحْلاَمَهُ
عَلىَ زُجاَجِ السَياَّرَاتِ
عَلَّهُ يُحْرِزُ قُوةَ يَوْمِهِ
كَأَنَامِلٍ وَدِيعَةٍ
  تُداَعِبُ الرِّمَالَ
لِتَبْنِيَ مَخَابِئََ
لِلْبَراَءَة ِ،لِلشَّجَنِ وَالشَّقاَوَةِ
كَفَلاَّحٍ  يَسْتَيْقِظُ باَكِراً
مُتَحَدِّياً
الطَّقْسَ وَالتُّراَبَ 
زاَرِعاً بَذْرَتَهُ الوَحيِدَة َ
خُطوُطَ زَيْتُونٍ 
كَحَياَةٍ   تَسْتَيْقِظُ كُلَّ يَوْمٍ
تَتَحَدَّى وَاقِعَهَا المَرِيرَ
كَرَايَاتٍ كَثيِرَةٍ
صَفْرَاءُ وَحَمْرَاءُ وَخَضْراَءُ
وَزَرْقاَءُ وَبَيْضَاءُ وَسَوْدَاءُ
أَحْلُمُ  بِعَمَى الأَلْوَانِ
ِلأَحْمِلَ لَوْناً واَحِداً
لِفُرْشَاتِيَ المُنْهَكَةِ
مَنْ تَتَوَسَّلُ الْحِيطَانَ
لِتَرْسُمَ،  إِبْنَ الأَسِيرِ
لِتَسْأَلَ عَنْ أَحْوَالِهِ
لِتُخْبِرَهُ أَنَّهَا، مُشْتَاقَةٌ إِلَيْهِ
أَنَّهَا، تَرْغَبُ فِي   إِحْتِضَانِهِ
وَلَوْ ثاَنِيَةً
كَمَنْزِلٍ مُهَدَّمٍ
أَحْجاَرُهُ، أَعْشاَشاً لِأَطْياَرِِ
وَسَاحَةَ   "غُمَّيْضَةٍ"    لِأَطْفَالِِ
يُحِبُّونَ الحَياَةَ مَا إِسْتَطاَعُوا إِلَيْهاَ سَبِيلاً
يُلَوِّنُونَ الجُدْرَانَ
يَطْرُقُونَ العُنْوَانَ
يَدْرُسُونَ، يُعَمِّرُونَ البُنْيَانَ
كَشَعْبٍ يَعِيشُ
رَغْمَ الحِرْمَانِ
تُسْعِدُهُ أَبْسَطُ الأَشْيَاءِ
لاَ يُغْريِهِ الثَّراَءُ
وَلاَ التَّفاَصِيلُ المُثِيرَةُ
كَمُثَقَّفِ وَالمُتَعَلِّمِ وَالمُتَشَدِّدِ وَالمُتَحَرٍّرِ وَالمُلْحِدِ
أنَاالضَّمِيرُ؛سَيِّدِي
أُساَفِرُ عَبْرَ الَّزمَانِ
لأُِعَلٍّمَ الإِنْسَانَ
حُبَّ الحَيَاةِ".
*********************
عِمَادُ الدِّينِ التُّونْسيِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق