الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

الشاعر المتألق سعيدي عبد الحكيم

فلسطين يا أغنية بذوق الحزن و البكاء جعلوكِ حمامة سلام بعباءةٍ سوداء مخضبة بدموع الثكالة ودماء الأبرياء أقصانا أيها الصوت الجاف في أنين النداء يا قصيدةً في ألم القلب يا وجعاً مغروساً كالجرح الغائر في الأيام فأنتِ اللحنُ المغروس بنصل الغضب الثائر يا قدس لقد مكثوا فوق الصدرِ جاثمين فيكِ هاهنا أيُّ نسل من ذنوب البشر هؤلاء أيُّ لعنةِ إنسان أنتم شرٌ كأشباح الشيطان لقد نزلتُم كالجراد كالفساد كغربان الجيف القنانة لقد مررتم كالجحيم فوق تل الربيع فوق جبل الزيتون و ها أنتُمْ تَعبُرون كالقحطِ كالجفاف و تمرُّون كالسُّل كالطّاعُون كالسقم كالوباء تدُوسون بِوطئةِ أقدامكم كالرجس أرضَ السلام و تدنسون تُراب الطّهارةِ و الأنبياء تزرعون الأشواك و تُحرِقون الأخضر و اليابس و تحرفون مواقع الأشياء و تنشرون الخراب و الدَّمار و تنتهجون منهج السلب و النهب و تُضيقُون الخناق و الحصار و تُمارِسُون الإضْطِهاد و الأسر و الإعتقال و تسلبون الحياة من حق الحياة كم من الموت تَبَقَّى حتّى يكتفى الموت من الموت هانحن هنا كصراع الجبابرة كنِزالٍ مع الحياة فنحنُ لا نخاف شيء إِلاَّ مِنْ أنفسنا و غضبنا و لاَ يُخيفُنا إِلاّ حَذَرُنا فقط فحذرُوا أنتم من خَوْفِكم من يومٍ لا غُفران فيه من غضبٍ ينتفضُ فيه يوم الغضب و يستيقظُ فيه الحقّ كالرّعد يضربُ كالزّلزال و يدُكُّ في عُمْقِ الدَّمار في بطْشِ ظُلْمٍ جائِر فيرتعش فِيكُم الإِنسان و يهتز كالخوف كالجُرَذِ من خيال الإنسان فصبراً يا وطن الأحرار سَيُرفَعُ بيرق النصر و يعلو غصن السلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق