الثلاثاء، 31 يوليو 2018

مجلة ملتقى الشعراء والأدباء // دعوها تعشق القلم // بقلم المتالقة مريم محمد المهدي التمسماني

السلام عليكم.
اثير موضوع الكتابة النسائية  في بعض المواقع فكان جوابي على عجالة كالتالي..
موضوع جاد و متشعب و له خلفيات عديدة ساحاول ان اعطي رايي المتواضع في هذه الفسحة الجميلة
اولا لابد ان اذكر ان المراة بصفة عامة عاشت في كل الحضارات العالمية شرقية كانت او غربية  اضطهادا و تهميشا كبيرا الا بعض الاسثتناءات المنيرة .
لنعود الى تاريخنا العربي الاسلامي دخل الرجل العربي قبل الاسلام الى مخاض الكتابة من شعر و خطابة ونال شهرة واسعة وخلف لنا ارثا عظيما في الابداع سواء في المعلقات او لامية العرب او لامية العجم او نصوص رائعة في فن الخطابة الى غير ذلك.لكنني لا اذكر من فطاحل النساء الا الخنساء.
في فجر الاسلامي وفي العصر الاموي لا اتذكر من المبدعات الا ليلى الاخليلية و بعض النصوص المحتشمة في العصر العباسي اكاد لا اتذكر اي اسم نسائي و هو عصر باذخ العطاء في المجال الابداع من شعر ونثر و خطابة وفلسفة وكل العلوم الانسانيةربما فقط بعض الجواري اللائي اتقن حفظ الشعر للغناء و الطرب.
اذا ما رحلنا الى الغرب الاسلامي اتذكر فقط اسما واحدا مشهورا الشاعرة ولادة بنت المستكفى الاندلسية و بعض نساء من ال زهرة اللواتي كن كباقى افراد عائلتهم برعن في مجال الطب.
في عصر الانحطاط تكاد النساء و الرجال يصبحوا جميعا على قدم وساق.
الى عصر النهضة اول اسم شهير نلتقي به الاديبة مي زيادة وصالونها الادبي الذي كانت تعقده في مثل هذا اليوم الثلاثاء.
اقول ان القرن العشرين كان قرن المراة بامتياز سواء في الوطن العربي او في الاقطار الاخرى.
لكن ما يهمني هو موضوع ابداعات النساء العربيات .
اقول ان المراة العربية المسلمة عانت خلال اربعة عشر قرنا معاناة حقيقية في ظل مجتمع ذكوري حيث انه من خلال كل هذا الزمن كانت القيادة و الزعامة داخل المجتمع العربي للرجل العربي حيث انه عمل منذ البداية على تنحي المراة من كل الميادين وتركها فقط ديكورا جميلا يزين به ارجاء مقامه.
الان بعد طفرة الدراسة وبفضل الوعي الاجتماعي وولوج المراة الى المدارس وطبعا مع الارادة السياسية التي انطلقت في كل الدول العربية مع رجال الحركة الوطنية والمطالبة باستقلال الدول من الاستعمار و بلورة الفكر الانساسي وظهور ايضا الحركات النسائية التي تقدر الحقوق و الواجبات في المجتمع بدانا نلمس اقلاما ناعمة تدون لنا ابداعات راقية في كل المجالات.
الفرص الان امام كل النساء العربيات وقد كن في مستوى المطلوب انا لا احبذ ان نطلق على الابداع النسائي بالكتابة النسائية بل اعتبرها كتابة انسانية .
والان بعد طفرة المواقع التواصل الاجتماعي بدات اسمع من بعض الرجال احتجاج قوي بقولهم ان كل من هب ودب من النساء يكتبن انا اصرخ في وجه من يقول ويعارض كتابة النساء ارى اننا في لحظة تاريخية يجب فيها ان نشجع ونساند وندعم كل قلم نسائي يحب الكتابة في رايي ليس مهما ان نقيم تلك الكتابات طبعا انا اود من كل قلبي ان تكون كتابات جادة ورصينة وراقيةلكنني كامراة ادرك جيدا نوع المعاناة المتراكمة لدى النساء دعوها تكتب وتكتب وتكتب فالكتابة متنفس وجراة مصاحبة القلم جراة جميلة دعوها تكتب ليس مهما ان تكون تلك الكتابة في المستوى المطلوب دعوها تكتب فقط.
انا متاكدة انها مع التجربة و الممارسة ستعطينا الاجمل.
دعوها ياسادة الكرام تكتب فقد وهبتكم جميعا كل ما تملك من عمرها وحبها وحنانها قرونا و قرون.
دعوها تعشق القلم.

بقلمي مريم محمد المهدي التمسماني
طنجة المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق