مزمور للتشظي و الضياع ..
.
حبيبة قلبي تعالي أبثّكِ ما في الحنايا
من الشّوق ..
من رَجَفَاتِ الحنينْ
تعالي ففي معبد العشق ..
في أمسيات الصّبابةِ أفْلِتُ من ربقة الطينِ
أرحل في كلّ لفظ تقوله فاتني
صوب بعثي ..
أجدّد من ومض عينيك خفق الوتينْ
أعود الىَّ ..
أرمّم كلّ انكساراتِ ذاتي ..
و أعلم بعد سنين الضّياع أَنَا من أكونْ
هو الكون فاتنتي امرأة تخطف القلب ..
تهرب بالعاشق المستهام الى جنّة الخلد ..
قبل الأوان ..
تلملم فيه الجراح ..
الـ .. تعتّق فيها النزيف
و أذكت ضراماتها عادياتُ الظّنونْ
أنا قبل مولدِ هذا الغرام المقدّرِ كنتُ ضياعاً
أسائل كاهنةً زوّرتْ كلّ تأريخِ قومي
و أخفتْ عنِ النَّاس نخوةَ شهمٍ أبيِّ
أَبَى أنْ تكونَ الحرائرُ يومًا
لغيرِ بني العمِّ مثل عَوالي الرماِح ..
حماة العرينْ
تَعَفْنَ الأعاجمِ طبعًا تعتَّق في أعرقِ تائكاتِ
تغنّي مواويل عفتهنّ القرونْ
و تبدع ( ذي قار ) أولى البشائر أسطورةً
تعشق البَعْثَ ..
تُحْيي الُمواتَ المحنّطَ بينَ الحزونْ
نعودُ بعيدَ الشَّتاتِ إلينا ..
و نرشفُ وَمْضَ السماءِ اشتياقًا ..
و يزهر بين الحنايا حنين الى الموت
يبدع من سكرة الموت وهج حياة
يرفّ انعتاقا على العالمين
و تصهل قبل البكور خيول العروبةِ
تهفو إلى الأسُد تسرج ليل المفاوز حبّا
تنيرُ دروبَ الغوايةِ للمدلجينْ
و تستقبل العيد ضاحكة نجدُ ..
تهصر عطر المحبة للمتّقينْ
و ترقص في أفقنا أنجم نيّرات
يسامرها قمر مغرم بالحواميم
يرشف منها كؤوس اليقينْ
حبيبة قلبي متى لفّنا الليل ..
أرخى السدول على أربع الطّيّبينْ ؟؟؟
متى يا حشاشة قلبي أضعنا الدّروب
وجاس بأرض النّبوّة رتل بغاة
أماتوا الزمان ..
و باركهم كاهن سامريّ لعين ؟؟
أعاد إلى اللات أمجادها شاهرا سيف دينْ
و يجلدنا بالشريعة مَيْنًا و ظلما
و يفتكُّ بيعتنا صاغرينْ
و يفحشُ فينا الضّياعُ ..
نمجّد في وَحَلِ الذّل فخارةً كوِّرَتْ مِنْ ترابٍ و طينْ
أنا من أكونْ ؟؟
حبيبةَ قلبِي ألا تعلمينْ ؟؟
لقد عدّد السّوطُ ذاتِي ..
و مزّقني ألف ذات ..
و صيّرني الرّعب أحذقُ تغييرَ لونِي
كحرباء سهبِ اتقاءً لليلِ السجونْ
أصفّق كالنّاس للحاكم العربي القويّ الأمينْ
و ألعنه إن أمنتُ العيونْ
و أسأل ربَّ الورى أَنْ يُخَلّصنا منه
قبل انقضا عهدتينْ ..
متى يا حبيبة قلبي يحينُ انعتاقي ..
أعود إليَّ ..
أُوَحّد بعد التّعدّد ذاتي ..
أصلي نوافل فجري سويّا ..
يعانق قلبي لساني ..
يعودان بعد الفراق الرّهيب الى حضن ذاتٍ
يرمّمها بلسم من أمان و حبّ ..
أبوح بما في الحنايا نديّا ..
أغرّد كالطير أجلى لظى القلب ..
أبدي إلى العالمين هواك الدّفينْ
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة