حَنِين
والبَحرِ الطويل
-----------
سَلَوتُم شِغَافَ القَلبِ والقَلبُ يَشتَكِي
ومَا نَفعُ شَكوَانا إذا البُعدُ عَربَدَا
وفِي ذِكرِكُم مَاجَ الوَتِينُ الَّذِي جَنَا
مَزِيدَاً مِنَ النَّهدَاتِ مَا صَدَّ رَائِدَا
فإنِّي كَلُومٌ فِي بُعادِي وحَسرَتِي
أنَاجِي نَسِيمَ الرُّوحِ فِيمَن تَوَسَّدا
سَتَزكُو بِنا الذِّكرَى وفِي النَّأي هِجرَةً
وياطِيبَ لُقياكُم حَنِيناً ومَوعِدَا
أنادِي بِأحلَامِي وتَكبُو عَباءَتِي
وفِي يَومِ ذِكرَاكُم أطِيلُ التَّهَجُّدَا
غَفَوتُم بأجفَانِي ومَا كُنتُ رَاقِدَاً
وأطبَقتُ أجفَانِي وخَوفِي تَرَدَّدَا
بَأن تَبعُدوا يَوماً وذَا البُعدُ مُتعِبٌ
ولا خَيرَ فَي وَقتِي إذا مَا تَجَدَّدَا
وُرُودُ الرُّبا بَعدَ التَّصَابِي بَعِيدةً
ويُدنِيكَ مِنها فَي الأمَانِي تَوَلُّدَا
فَلا العَيشُ يَهنَا فِي الدِّيارِ الَّتِي كَبَت
ولَا مَن يَنُفُّ الطَلَّ والطَّلُّ غَرَّدَا
إلَامَ التَّنادِي والحَنِينُ الَّذِي شَدَا
ضَنِينٌ وهَمسِي فِي فِراقِي تَمَرَّدَا
سَأبقَى عَلى عَهدِي وعَهدِي بأنَّنِي
أبُوحُ اشتِياقِي للغَوالِي تَصَعُّدَا
نَدِيمٌ مِنَ الأحبابِ قَد كَلَّ مِعصَمِي
وأحنَى ضُلُوعِي مِن سُهادِي وأنجَدا
هَجَرتُم زُهُورِي واشتِمامِي لِعَرفِها
ومِن عَرفِها هَلَّت شَمَيماً مُوَرَّدَا
وإن طَالَ عُمرِي باستِراقِي لِمَهجَتِي
سَأبقَى غَرَيداً فِي نَشِيدِي مُغَرِّدَا
-------
د. عماد أسعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق